الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ فَآمَنُواْ فَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَىٰ حِينٍ }

{ فآمنُوا } الفاء للترتيب الذكرى، أو لمجرد التفريع والسببية، وذلك أن بين ارساله اليهم وايمانهم مدى غير قصيرة منها، تابوا اذ رأوا علامة العقاب، أو للترتيب فى العرف بحسبه، كما يقال: تزوج فولد له، اذا لم يكن الا مدة الحمل، وقيل: المراد آمنوا ايمانا مخصوصا غير الأول، وأن الارسال ارسال ثان غير الأول، أو بمعنى أخلصوا الايمان، لأن الأول كايمان قهر.

ويروى أنه التقى به غلام يرعى غنما فقال: ممن أنت يا غلام؟ قال: من قوم يونس، فقال: أقرئهم السلام، وقل لهم لقيت يونس، فقال: انهم يحرقون الكاذب فقال: تشهد لك البقعة والشجرة، قال: أشهدهما، فأشدهما فأخبرهم وأقرأ السلام فأرادوا احراقه، فجاء بهم الى البقعة والشجرة، فشهدتها له، فنزع الملك نفسه فأقعد الغلام مكانه، فحكم فيهم أربعين عاما فيكونون أنصاره، ولم يختم هذه القصة، والتى قبلها بقوله:وتركنا عليه في الآخرين } [الصافات: 78، 108، 129] تفرقة بينهما وبين قصص أصحاب الشرائع الكبر.

{ فمتعناهم } بالحياة ولين العيش والأمْن من الآفات { إلى حينٍ } الى أجل موتهم أو الى قيام الساعة، أو الى حيث يشرك الناس كلهم، ولا يوجد من يقول الله.