الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنَ ٱلْمُدْحَضِينَ }

{ فَسَاهم } قارع، فالمقارعة جائزة، وكل ما فى القرآن ولم يمنع منه مانع، فهو مشروع لنا بل جاءت السنة أيضا بها { فكانَ من المدْحَضين } من المغلوبين بالقرعة، وأصل الادحاض الالزاق، أو عد قومه بالعذاب إن لم يؤمنوا ثلاث ليال، وخرج فى اليوم الثالث بلا إذن من الله عز وجل، فغشيهم العذاب حتى اسودت سقوفهم فآمنوا وتضرعوا وبكوا، ومنعوا الأكل والشرب، وقعد ملكهم على الرماد، ونزع حلته، وفرقوا بين الأولاد وأمهاتهم من الناس والدواب، وضج الكل، فصرف الله الرحمن الرحيم العذاب عنهم، ولم يعلم يونس بذلك، ولم يرجع اليهم خوف أن يسموه كاذبا وركب السفينة، وسارت ووقفت فى اللجة والسفن تجرى يمينا وشمالا، فقال صاحبها: فيكم مشئوم وقفت به فاقترعوا ثلاثا تقع كلها عليه بأن تطفو القرعة على الماء. ويروى عن ابن مسعود رضى الله عنه: أنه لما دخلها ركدت فقال: ما بال سفينتكم؟ قالوا: لا ندرى، قال: لكنى أدرى إن فيها آبقا، فقالوا: ما أنت يا نبى الله، فلا نلقيك، فقال: اقترعوا فوقعت عليه ثلاثا، فذهب الى كل جهة فوجد فيها حوتا فاتحا فاه، خارجا عن الماء ثلاثة أذرع، قيل اسمه نجم فألقى نفسه، وقيل ألقوه، وذلك كله بعد ما أجهدوا أجهدهم أن يردوا الفلك الى الساحل، فلم يقدروا.