الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ وَإِنَّ إِلْيَاسَ لَمِنَ ٱلْمُرْسَلِينَ } * { إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَلاَ تَتَّقُونَ }

{ وإنَّ إليْاسَ } الياس بن ياسين بن فنحاص بن العيزار بن هارون أخى موسى، فهو اسرائيلى من سبط هارون عليه السلام، وقيل: هو من سبط يوشع، وقيل: ابن عم اليسع، وأنه بعث بعد حزقيل، وقيل: ذو الكفل، والحق أنه الياس المذكور فى قوله تعالى:ووهبنا له إسحاق ويعقوب كلا هدينا } [الأنعام: 84] الخ فهو من ذرية ابراهيم عليه السلام، وقرأ ابن مسعود: وان ادريس بدل وان الياس، والياس والخضر حيان، وكَّل الياس بالفيافى، والخضر بالبحار، وقال الحسن: ماتا، ويقال: يصومان رمضان فى بيت المقدس، ويحجان كل عام، قيل: مات حزقيل النبى وعبدت بنوا اسرائيل الأصنام بعده.

وغصبت امرأة الملك جنينة من مؤمن وقتلته، وكان يستخلفها اذا غاب، فأوحى الله تعالى الى الياس أنه ان لم يرد الى ورثة المؤمن جنينة قتلهما وألقاهما جيفتين فيها، فتوعد الياس بالقتل فهرب الى الجبال والكهوف، وبعث فى طلبه سبع سنين ولحقه ضر، وحزن وسأل الله تعالى أن يميته وقال: ملنى بنو اسرائيل ومللتهم، فقال الله تعالى: أنت وليى وأمينى، وماهذا وقت أخلى منك الأرض، قال: فاقحطهم سبع سنين، قال: أنا أرحم بعبادى، قال: فأربعا، قال: أنا أرحم بعبادى، ولك ثلاث وجاءهم بعدها فقال: ادعوا أصنامكم، فدعوا ولم يمطروا، ودعا الله واليسع يقول: آمين، فأمطروا بسحابة من جهة البحر كالترس، فعمت وحسن حالهم، ثم ارتدوا، فدعا الله تعالى أن يريحه منهم، فأوحى الله تعالى اليه أن يركب ما يجد فى موضع كذا، فوجد فيه فرسا بصورة نار فركبه الى السماء، واستخلف اليسع { لمِنَ المُرْسلين * إذ } متعلق من أو بمن ومدخولها لنيابتهما عنه، ويجوز أن يكون مفعولا به لا ذكر محذوفا مستأنفا أى اذكر وقت.

{ قال لِقَومه } طائفة من بنى اسرائيل لما فتح يوشع الشام أسكنهم بعلبك، بلد ركب اسمه من لفظ بعل بمعنى مالك وبكة وحذف التاء أو بك بلا تاء { ألا تتَّقُون } تحذرون عذاب الله الذى استوجبتم بالإشراك والمعاصى.