الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ إِنَّ هَـٰذَا لَهُوَ ٱلْبَلاَءُ ٱلْمُبِينُ } * { وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ }

{ إن هذا } أى ما ذكر من الرؤيا والعمل بها من جانب الأب والابن { لَهُو البلاءُ } الامتحان { المُبِين } الظاهر صعوبته لكل أحد، أو المظهر من يتهما على غيرهما من حيث ذلك، وفى ذلك تحقيق لاحسانهما، وتأهلهما لنيل ما لم ينل غيرهما.

{ وفديْناهُ } عقب معالجة الذبح على ما مر، وذلك عند الصخرة التى بمنى، وعن الحسن فى الموضع المشرف على مسجد منى، وعن الضحاك: فى المنحر الذى ينحر فيه اليوم، كما رواه عطاء بن السائب، عن قريشى، عن أبيه عنه، صلى الله عليه وسلم، وقيل: فى جبل العبادة فى الشام وبعض فى بيت المقدس { بِذبحٍ عَظيمٍ } كبش عظيم سمين أبيض أقرن أعين، وروى أملح بدل أبيض، وذلك مذهب الجمهور، وعن الحسن أنه وعل أهبط عن ثبير، ولعله لم يصح عنه، وقد روى عنه ابن أبى حاتم: أنه كبش، وأن اسمه حرير وقيل: العظم فى الآية عظم الشأن، وأنه كبش هابيل الذى تقبل عنه، يرعى فى الجنة الى ذلك اليوم، وقيل: عظمه لأنه خلقه من الله يرعى فى الجنة أربعين عاما لم تلده نعجة، وقيل: خلقه من الله كذلك فى وقته، وقيل عظمه لأنه متقبل عن هابيل، ومتقبل عن ابراهيم، وقيل: لأنه فدى به نبى ابن نبى، وقيل: لأنه جرت السنة به الى آخر الدهر، وعن ابن عباس، كبش عن ثبير.

وعن على: وجده مربوطا بسمرة فى أصل ثبير، وعن ابن عباس: أرسل عليه كبش من الجنة رعى فيها أربعين عاما، فبعث اليه ابنه بعد فدائه به فرماه بسبع حصيات عند الجمرة الأولى، فهرب فرماه بسبع عند الوسطى كذلك، وبسبع عند الكبرى، فأتى به الى المنحر من منى فذبحه أبوه، وذلك سبب رمى الجمار، والمشهور أن سببه أن الشيطان تمثل له بصورة صديق فلم يتمكن، وتعرض للابن كما فى كتب القصص، وروى أنه سد الوادى عند الجمرة الأولى، فأمر الملك ابراهيم أن يرميه بسبع فرماه فوجد الطريق، وكذا عند الثانية والثالثة، وأسند الفداء الى الله تعالى، لأن المعنى فككناه من الذبح بذلك الكبش، أو الفادى إبراهيم، والمعنى أعطينا ابراهيم ما يفدى به ولده منا.