الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلَوْ نَشَآءُ لَمَسَخْنَاهُمْ عَلَىٰ مَكَـانَتِهِمْ فَمَا ٱسْتَطَاعُواْ مُضِيّاً وَلاَ يَرْجِعُونَ }

{ ولوْ نشاءُ } مسخهم { لمسخناهم } فى الدنيا قردة أو خنازير أو حمراً أو نحو ذلك من صور الحيوان، ويبقونا أحياء عقلاء كما قبل المسخ، أو تكون قلوبهم كقلوب ما نسخوا اليه، أو مسخناهم جمادا كالحجارة، والمسخ يستعمل فى ذلك كله، وفى قلب الجماد الى جماد كقلب الشجر حجرا، وقيل: قلب الحيوان الى آخر مسْخ، والى نبات فسْخ، والى جماد رسْخ، ولا بد من الخسة فى المسخ، فلو قلب حيوان انسانا لم يسم مسخا، بل قلبا.

{ علَى مَكَانَتِهم } تمكنهم الموجود فيهم، وقوتهم فى التصرف، والمحافظة عن الأسواء، فيعجزون عن ذلك، ولا يقدرون على الامتناع من المسخ، وقيل: مسكنهم ومكانهم كالمقامة بمعنى المقام، والاضافة للجنس، فعمت كما قرأ الحسن وأبو بكر مكاناتهم بالجمع { فما استطاعوا مُضياً } ذهابا الى ما أرادوا الذهاب اليه من مصالحهم مثلا، والأصل مضوبا بوزن قعود، قلبت الواو ياء وأدغمت فى الياء وكسر ما قبلها { ولا يَرجعُون } الى ما كانوا عليه من صورهم قبل المسخ أو العقل والادراك الكائنين ان زالا بالمسخ، ولا يصح التفسير بالرجوع الى الإيمان، لأنه لا يمكن من المسخ، إلا أن يلاحظ معنى أنهم لا يجدون الرجوع اليه لزوال عقولهم، بمعنى أنه فاتهم ولو لم يكن شعور به وتمن نعم اليه لزوال عقولهم، بمعنى أنه فاتهم ولو لم يكن شعور به وتمن نعم لاخفاء انه يمكن الشعور به وتمنيه ان بقيت عقولهم بعد المسخ، ولا يقبل منهم، لأنهم كمن مات أو رأى شيئا عند احتضاره، ولا اشكال والعطف على مضيا تنزيلا للمضارع منزلة الاسم، أو للتأويل بحذف حرف المصدر الناصب، وهو أن ورفع الفعل بعد حذفه، او بحذف حرف المصدر غير الناصب، وهو ما، أى ولا أن يرجعوا أى رجوعا أولا ما يرجعون، أى ولا رجوعا أو عطف على ما استطاعوا.