الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ لَهُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ وَلَهُمْ مَّا يَدَّعُونَ }

{ لَهُم فيها فاكهة } عظيمة، وأهل الجنة يأكلون ويشربون تلذذا بلا جوع ولا عطش، والمراد ان لهم فاكهة متى أرادوها، جاءتهم أو جاءت بها الملائكة، والظهر أنهم لا يمسكون، بل كلما أرادوا حضرت، ولا مانع من أن يمسكوا بلا تغيير، ومن شأنها أن لا تتغير ولو طال امساكها والأحاديث تدل على الأول، وفيها متعلق باستقرار لهم أو بلهم لنيابته عنه { ولَهُم ما يدَّعُون } يتمنون، تقول ادع على ما شئت، أى تمن، وفلان فى خير ما ادعى أى تمنى، وليس يتأخر بل يحضر فى الحين أو يدعون يطلبون بألسنتهم فيعجل لهم أو لهم بلا طلب منهم، ما من شأنه أن يطلب، وفى الطلب باللسان أو القلب أو القضى تلذذ بسرعة الاجابة والأصل يدتعوون قلبت الواو ياء لانكسار ما قبلها، ومن شأنها القلب لانها فوق ثلاثة، وحذفت ضمة الياء لثقلها، فضمت العين لواو الجمع أو نقلت الى العين، والتقى ساكنان فحذفت، وقلبت التاء دالا وأدغمت فيها الدال، والوزن يفتعل بمعنى اللاتى كاشتوى بمعنى شوى، قال لبيد:
وغلام أرسلته أمه بالوك   
أى برسالة.
فنذلنا ما سأل   
أرسلته فأتاه رزقه.
فاشترى ليلة ريح واجتمل   
أى جمل أى أذاب الشحم، أو لهم ما يدعون الله به فى الدنيا وهو الجنة، أو يفتعل بمعنى التفاعل، أى ما يطلب بعض من بعض لكمال التحاب فيجيبه به أو لهم بلا طلب ما من شأنه أن يطلب، وذلك كارتموا بمعنى تراموا.