الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ وَآيَةٌ لَّهُمُ ٱلَّيلُ نَسْلَخُ مِنْهُ ٱلنَّهَارَ فَإِذَا هُم مُّظْلِمُونَ }

{ وآيةٌ لَهُم الليل نَسْلخ منْه } أى من الليل أى من ظلمته، لأن الليل والنهار زمان كون الشمس حال ظهر الأرض بيننا وبينها أو لم يحل وليست تحت الأرض، بل فوقها، وانما قالوا هى تحت الأرض على معنى أن الأرض حالت بيننا وبينها، ومن للابتداء { النَّهار } على حد قوله عز وجل:وآية لهم الأرض } [يس: 33] الخ، ومعنى سلخ النهار من الليل ازالة الضوء عن مكان الليل، وموضع الفاء ظله وظلمته وهو الهواء، مستعار عن كشط الجلد عن لحم الحيوان لكشف الضوء عن مكان الليل، استعارة أصلية، واشتق منه على طريق التبعية التصريحية، نسلخ لجامع الظهور، فاللحم يظهر عن كشط الجلد، والظلمة تظهر عن ازالة الضوء، أو شبه النهار، بالحيوان، ورمز اليه بالسلخ، والنهار عبارة عن الضوء مجازا، أو بتقدير ضوء النهار.

{ فإذا هُم مظْلمُون } داخلون فى الظلام كأشأم وأعرق دخل الشام والعراق، وأصبح وأمسى وأظهر، دخل الصباح والمساء وحر الشمس، وأفعل يأتى للدخول والخروج، ومنه قول عمر لأبى عبيدة رضى الله عنهما: أظهر بمن معك من المسلمين اليها، أى الى الأرض، أى أخرج الى ظاهرها، وقول عائشة رضى الله عنها: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلى العصر ولم يظهر الفىء بعد من الحجرة، أى لم يخرج إلى ظاهر فيزول الضوء عن الموضع تفجأه الظلمة، ولا فاصل بينهما، إذ لا ثالث، والأصل الظلمة إذ الضوء بحادث، والفاء لتفريع المفاجأة وكفى فى ذلك أنهم بينما هم فى ضوء كانوا فى ظلمة، ومعنى المفاجأة اتصال الظلمة بآخر الضوء.