الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ سُبْحَانَ ٱلَّذِي خَلَق ٱلأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنبِتُ ٱلأَرْضُ وَمِنْ أَنفُسِهِمْ وَمِمَّا لاَ يَعْلَمُونَ }

{ سُبحان الَّذي خَلق الأزْواج كُلَّها } سبحوه تسبيحا فهو اسم مصدر هو التسبيح نائب عن فعل الأمر، أو سبحونى تسبيحا بصيغة التكلم، ووضع الظهر موضع المضمر، ليذكر القدرة التامة، إذ قدر على خلق الأصناف، والزوج ما يقترن بآخر مماثل له، ولو تركيبا أو جوهرية، أو عرضية أو مضاد له، وكل المخلوقات كذلك، أو اسم مصدر هو التسبح بضم الموحدة، أى تنزه الله أو أتنزه بالذات، وعلى كل حال المراد البعد عن أن يشرك به مخلوق فى العبادة، أو يتصف بصفة مخلوق { ممَّا تُنبتُ الأرْض } من أصناف النبات التى بالحرث أو بالغرس، وبغير ذلك.

{ ومن أنْفُسهم } كذكر وأنثى وخنثى، أو هو عند الله أحدهما، وأحمر وأبيض وأسود، وقصير وطويل، وغير ذلك { وممَّا لا يعْلمُون } كقوله تعالى:ويخلق ما لا تعلمون } [النحل: 8] أى وأزواجا مما لا تعلمون لم نسمع به ولم نره، أو سمعنا به ولم نره، كما قيل: إن وراء المحيط أرضا بيضاء معمورة بخلق يعبدون الله عز وجل كعبادة الملائكة، لا يعلمون آدم ولا ديانا هذه، وما يعلمه كل أحد أقل قليل جدا ممَّا يجهله، وما يجهله غير متناه، وما يعلمه متناه.