الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ وَآيَةٌ لَّهُمُ ٱلأَرْضُ ٱلْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبّاً فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ }

{ وآيةٌ } خبر مقدم { لَهُم } نعته { الأرْض } مبتدأ مؤخر { الميْتةُ } شبه عدم زيادة النبات عليها بحال الميت فى عدم صدور تحرك منه، فهى كالميت { أحييناها } حال من المبتدأ على قول من أجاز الحال منه، أو مستأنفه، أو نعت لأن أل فى الأرض للجنس، فكأنه نكرة، فساغ وصفه بالجملة، أو بدل من الأرض اشتمالى على تقدير حرف المصدر، أى احياءها، ويضعف جعل آية مبتدأ مسوغه نعته بلهم،أو تعليقه به لأن فيه معنى الإعلام، والأرض أحييناها مبتدأ وخبر، وهما خبر الأول، والربط بالمعنى، وقد ذكره النحويون قديما، ومثلوا له بنحو: زيد قام الإمام، أو قام أبو عبد الله، إذا كان زيد هو الامام، أو هو أبو عبد الله.

{ وأخْرجْنا منْها حباً } برا وشعيرا وأرزا وغيرهن، وهذا من استعمال النكرة عامة فى الإثبات كقوله تعالى:علمت نفس ما أحضرت } [التكوير: 14] وهذا الإخراج منها نفس الاحياء فى { أحييناها } فهو تفسير له، وكذا فسره أيضا بالنخيل والأعناب بعد { فَمَنْه يأكلُون } قدم منه للفصالة، وبطريق الاهتمام، حتى كأنه أريد الحصر لأن الحب أعظم ما يؤكل ويعتمد، ومن للتبعيض ويضعف الابتداء.