الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ يسۤ } * { وَٱلْقُرْآنِ ٱلْحَكِيمِ } * { إِنَّكَ لَمِنَ ٱلْمُرْسَلِينَ }

يقولون لست رسولا كما مر مثله فى السورة قبل هذه، فنزلت هذه الآيات الىغافلون } [يس: 6] تصديقا له، كما قال الله عز وجل:قل كفى بالله شهيداً بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب } [الرعد: 43].

وهذه السورة قلب القرآن لاشتمالها على أمهات الأصول، يدفع بها الجهل والآفات، كما يصلح البدن بالقلب، تسمى: المعمة، والمدافعة، والقاضية، نعم خير الدنيا والآخرة لقارئها، وتكابد عنه البلوى فى الدنيا والآخرة، وتقضى له كل حاجة، روى ذلك بسند فيه ضعف، وروى يغفر له ما تقدم، وكمن قرأ القرآن عشر، وكمن قرأه احدى عشرة، وكمن قرأه اثنتين وعشرين، وروى مرفوعا كمن قرأه مرتين، وذلك الحسنة بالحسنة، يضاعف لمن يشاء الحسنة بعشر وأكثر، كما صح أن هذه الأمة أقصر أعماراً وأكثر ثوابا، فيكون لمن قرأ هذه السورة مرة كمن قرأ القرآن كله، مع أن لكل حرف منه عشر حسنات وأكثر، أى كمن قرأه بدون سورة يس ولك أن تقول معها، لأن الشىء مفردا غيره مقرونا بغيره.

وفى أبى داود: " اقرءوا على موتاكم يس " ويروى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أن لكل شيء قلباً، وأن قلب القرآن يس " ، من قرأ يس يريد بها وجه الله غفر الله له وأعطاه من الأجر كلما قرأ القرآن اثنيتن وعشرين مرة " وقال صلى الله عليه وسلم: " من قرأ يس أمام حاجته قضيت له " وقال صلى الله عليه وسلم: " من قرأها إن كان جائعا أشبعه الله تعالى، وإن كان ظمآن أرواه الله تعالى،وإن كان عريانا ألبسه الله تعالى، وإن كان خائفا آمنه الله تعالى، وإن كان متوحشا آنسه الله تعالى، وإن كان فقيرا أغناه الله تعالى، وإن كان فى السجن أخرجه الله تعالى، وإن كان أسيرا خلصه الله تعالى، وإن كان ضالا هداه الله تعالى وإن كان مديونا قضى الله دينه من خزائنه " ومن سمع أنه من فعل كذا من عبادة كصوم وصلاة وصدقة كان له كذا وكذا من الدنيا كرزق وصحة بدن، ونصر فليفعل تلك العبادة لرضا الله تعالى، وللحسنات والنجاة من النار، وغفران الذنوب، ويدع بعد ذلك ولا ينشىء عبادة لأمر دنيوى بل ينشئها تقربا الى الله ويترتب عليها مراده من الدنيا.

وما ورد من ذلك فى الحديث مخالفا لما ذكرت، فانه يأول به، فان أنواع العبادة لم توضع للدنيا، ثم إنه إن توهم أن له الأجر عليها فى الآخرة، قال الله عز وجل: قد أعطيتك فى الدنيا حاجتك التى عبدتنى لأجلها أو قد جازيتك عنها بكذا من أمر الدنيا، وإنما يتوسل الى أمور الدنيا بالدعاء، وهو مأمور به، وهو عبادة.

السابقالتالي
2