الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ ٱلَّذِيۤ أَحَلَّنَا دَارَ ٱلْمُقَامَةِ مِن فَضْلِهِ لاَ يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌ وَلاَ يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٌ }

{ الَّذي أحلَّنا } جعلنا حالين أى نازلين { دار المُقامةِ } أى الإقامة الدائمة، وهو مصدر ميمى من الرباعى بالزيادة، وزيدت فيه التاء { من فضله } المحض الخالص، لا نستحق منه شيئا بأعمالنا ولو شرطها الله عز وجل علينا، وجعلها كصورة سبب، وجعل الجنة كأجرة عمل، وذلك الجعل فضل منه، ولا يدخلون الجنة حتى يبين لهم الله أن أعمالهم كلها لم تف بحقه، ويتحققون ذلك، ولو لم يستشعروا ذلك لبان لهم ان النعيم الدائم العظيم لا يكون أجرة لعملهم القليل المنقطع، ومن متعلق بأحل أو بمحذوف حال من دار.

{ لا يمَسُّنا فيها نصب } أى لا ينالنا فيها تعب مطلقا، وقيل تعب الجسم، كما لا يمسنا فيها تعب القلب أى لا نصب فيها فضلا عن أن يمسنا، والجملة حل مقارنة من دار متصفة بأنها لا يمسنا فيها نصب أو مقدرة من نا { ولا يَمسُّنا فيها لغوبٌ } كلال وفتور، وقيل تعب القلب، وعلى كل هو متولد من النصب أى لغوب فيها فضلا عن أن ينالنا، وأعاد لا يمسنا مبالغة فى النفى.