الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ وَٱلَّذِيۤ أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ مِنَ ٱلْكِتَابِ هُوَ ٱلْحَقُّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ إِنَّ ٱللَّهَ بِعِبَادِهِ لَخَبِيرٌ بَصِيرٌ }

{ والَّذي أوْحينا إليك مِن الكتاب } من القرآن، ومن للبيان، والقرآن ولو لم يكمل نزوله عند هذه الآية، لكن كأنه قد كمل لتحقق الوقوع، وللشروع فى إنزاله كالشىء الطويل طرفه عندك، أو للتبعيض، أى والبعض الذى أنزلناه من جملة القرآن، أو الكتاب الجنس، ومن للتبعيض، لأن القرآن المعبر عنهبالذي أوحينا } [الإسراء: 86] بعض كتب الله، أو الكتاب اللوح المحفوظ فمن للابتداء { هُو الحقُّ } لا ما يقوله أهل الكتاب، فانه غير حق، لأنه كذب، والحصر إضافى، أى لا حق إلا هو أى القرآن بالاضافة الى كذبهم لا مطلقا، لأن كتب الله كلها حق { مُصدقاً } حال مؤكد لغيره وهو الجملة قبله نحو: ابنى أنت حقا، وعامله محذوف أى أحققه مصدقا { لمَا بَيْنَ يَديْه } من كتب الله لتقدمها، كالشىء الموجود بين يديه، وما مفعول به لمصدقا، قرن بلام التقوية لضعف فى عمل الوصف.

{ إنَّ الله بعِباده لخبيرٌ بصيرٌ } الباء متعلق بخبير، أو بصير ويقدر مثله للآخر، ولا صدر للام فى خبر ان، وان كان لها فالظرف يتوسع فيه، أى لخبير بما فى القلوب، بصير أى عالم بما هو خارج عنها، وقدم الأول لأن المعتبر ما فى القلب، قال صلى الله عليه وسلم: " إن الله لا ينظر الى أعمالكم ولكن ينظر الى ما فى قلوبكم ".