الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ ٱذْكُرُواْ نِعْمَتَ ٱللَّهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ ٱللَّهِ يَرْزُقُكُمْ مِّنَ ٱلسَّمَآءِ وَٱلأَرْضِ لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ فَأَنَّىٰ تُؤْفَكُونَ }

{ يا أيها النًَّاسُ } على الإطلاق أو أهل مكة { اذْكُروا } بالشكر والإذعان { نعْمة الله عَليْكم } نعت نعمة على أن المراد ما أنعم الله به من عافية ومال غيره، ومنع المضار، كما أسكنكم الحرم الآمن، أو متعلق بنعمة على أنه بمعنى الانعام { هَلْ مِن خَالق غيرُ الله } لا خالق لهذه النعم التى أمرتم بشكرها غير الله، وهل استفهام انكار، لأنها فى مقام صورة ادعاء النفى، وإنما يمتنع الإنكار بها فى مقام ادعاء للثبوت نحو:أفأصـفاكم ربكم } [الإسراء: 40] فيما قيل: والتحقيق أنه يجوز النفى بها، وخالق مبتدأ، وغير فاعل أغنى عن خبره أو خبره وغير مبتدأ، أو غير نعت على المحل، والخبر محذوف، أى هل خالق غير الله الله موجود، أو لكم أو للعالمين.

ولا اشكال فى شىء من ذلك باعتبار الصناعة، أو المعنى ولا مانع لقولك: هل من قائم الزيدان، ولا مانع من جعل الخير قوله: { يرزقُكُم من السَّماء والأرْض } بالمطر والنبات والثمار، ولا مانع من جعله نعتا آخر لخالق، أو خبر ثان لغير، ولا يجوز أن يكون مستأنفا مع رجوع الضمير فى يرزق الى خالق، أو غير، ولا يجوز إلاًَّ الاستئناف ذ جعلنا الضمير لله { لا إله إلاَّ هُو } مستأنف أو حال من ضمير يرزق العائد الى الله سبحانه تعالى { فأنَّى تُؤفكُون } تصرفون، عطف على لا إله إلا هو، أو على يرزقكم على أن الضمير فى يرزق لله عطف انشاء على إخبار، أو جواب لمحذوف، أى اذا تحقق أنه الرازق والإله فأنى تؤفكون.