الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ وَقَالَ ٱلَّذِينَ ٱسْتُضْعِفُواْ لِلَّذِينَ ٱسْتَكْبَرُواْ بَلْ مَكْرُ ٱلَّيلِ وَٱلنَّهَارِ إِذْ تَأْمُرُونَنَآ أَن نَّكْفُرَ بِٱللَّهِ وَنَجْعَلَ لَهُ أَندَاداً وَأَسَرُّواْ ٱلنَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُاْ ٱلْعَذَابَ وَجَعَلْنَا ٱلأَغْلاَلَ فِيۤ أَعْنَاقِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ هَلْ يُجْزَوْنَ إِلاَّ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } * { وَمَآ أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّذِيرٍ إِلاَّ قَالَ مُتْرَفُوهَآ إِنَّا بِمَآ أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ }

{ وقال الَّذين اسْتُضعفوا للَّذين اسْتكبروا بل مْكَر الليْل والنَّهار } فاعل لمحذوف، اى صدنا مكر الليل والنهار، أى صددتمونا بمكركم لنا على استمرار فى الليل والنهار، أو خبر أو بمتدأ لمحذوف، أى سبب كفرنا مكرمكم أو مكر الليل والنهار سبب كفرنا، فحذف المضاف اليه، وناب عنه الظرف أو أسند المكر الى وقته على طريق التجوز فى الاسناد، والمجاء العقلى، فالليل والنهار ماكران، وفيه مبالغة ليست فى جعل الاضافة بمعنى فى كما الوجه الأول.

{ إذْ } قيل بدل من الليل والنهار، وفيه أنه يرجع الى أنه أضيف اليه مكر لأنه بدل مما أضيف اليه مكر، وهو لا يضاف اليه إلا الزمان، إلا أن يختار أن المبدل من ليس فى نية الطرح، وقيل: يجوز أن يكون تعليلا للمكر، ولا وجه له لأنه كقولك مكر بنا الليل والنهار، لأنكم تأمروننا أو مكرتم بنا فى الليل والنهار لأنكم تأمروننا، وقيل أيضا: يجوز أن يكون ظرفا للمكر، وفيه أنه راجعا الى الإبدال سواء قلنا إن قوله: { تأمُروننا أن نكْفُر بالله ونْجْعل له أنْداداً } نفس مكرهم، أو قلنا: مكرهم أمور أخر مقارنة بأمرهم، داعية الى الامتثال من نحو ترغيب وترهيب والأنداد، جمع ند بمعنى شريك مطلقا، وقال ابن العربى: مخصوص بمن يدعى الربوبية، وعلى كل حال سمى لأنه ند عن الله أى شرد عن اللياقة ان كان غير عاقل، وشرد عن العبادة ان كان عاقلا، وقرن القول الثانى بالواو لأنه ليس جواب سؤال، بل معطوف على جوابه، كأنه قيل: فما كان بينهم؟ فقيل: قال الذين استكبروا كذا، وقال الذين استضعفوا كذا.

ويحرم تصوير ما فيه روح، وجاز ما لا روح فيه، وعن نافع، عن ابن عمر، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن أصحاب هذه الصور يعذبون يوم القيامة ويقال لهم أحيوا ما خلقتم " أى صورتم، وعن أبى هريرة عنه صلى الله عليه وسلم: " إن الله تعالى قال: من أظلم ممن يخلق كخلقي " وعن مجاهد، عن النبى صلى الله عليه وسلم: " لا تدخل الملائكة بيتاً فيه كلب أو صورة " فاما أن يقطع رأسها أو تبسط، وروى أنه كان على باب بيت عائشة رضى الله عنها ستر معلق عليه تماثيل، فنزل جبريل عليه السلام فقال: إنا لا ندخل بيتا فيه كلب أو تماثيل، فاما أن تقطعوا رءوسها أو تبسطوها بسطا، قال بعض فقهاء قومنا: نأخذ بأن تبسط الثياب التى عليها تماثيل، وعن عطاء وعكرمة: إنما يكره من التماثيل ما نصب نصبا، وأما ما وطئته الأقدام فلا بأس به قلت لا بد من المصير الى هذا اذا قلنا: الأمر بقطع الرءوس كما هو ظاهر أو بالبسط هو من الحديث، وإلا فالبسط عندى لا يجزى ولو كان فيه اهانة.

السابقالتالي
2