الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَـٰذَا ٱلْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } * { قُل لَّكُم مِّيعَادُ يَوْمٍ لاَّ تَسْتَأْخِرُونَ عَنْهُ سَاعَةً وَلاَ تَسْتَقْدِمُونَ }

{ ويقُولُون } استهزاء بألسنتهم كما هو المتبادر الأصل لا بالحال، والمضارع للتجدد كما هو المتبادر لا للاحضار والمشاهدة، وأن الأصل قالوا كما قيل، والعطف على كل حال على لا يعلمون، والقائلون بعض المشركين المعاصرين له صلى الله عليه وسلم لا أكثر الناس مطلقا اذا قلنا القول بلسان المقال، وان قلنا بلسان الحال فالمشركون مطلقا، ولم يعطف بالفاء لأنه ليس المراد التفريع على انتفاء العلم، بل الإخبار باتصاف أكثر الناس بانتفاء العلم، وبالقول لما ذكر بعد، سواء جعلنا القول حاليا أو لسانيا أو إياهما أو بعضا حاليا وبعض لسانيا، لا كما قال بعض المحققين: لم يعطف بالفاء لأن المقصود حالى أو لسانى، فان كونه كذلك لا يمنع التفريع، ولا كما قيل: لم يعطف بالفاء لأن المراد أنهم يقولون لفرط تعنتهم، فان فرطه لا يمنع التفريع، وقيل: لم يعطف بالفاء لظهور معناها فيه، فالتفريع مستفاد بلا فاء، وإن الحامل فرط الجهل، وقيل: لأن القائلين قوم آخرون لا عين الموصوفين بأنهم لا يعملون.

{ مَتَى هذا الوَعْد } الموعود بالتبشير والإنذار، أو بالجمع بيننا والفتح { إن كُنْتم صادقين } يا محمد وأصحابه، ولو لم يذكروا لأنهم قائلون بقوله.

{ قُلْ } فى إجابتهم { لَكُم مِيعادُ يَومٍ } يوم القيامة، وقيل: يوم موتهم، وقيل: يوم بدر مصدر ميمى بوزن صيغة المبالغة للتأكيد باق، أو بمعنى مفعول وأضيف لليوم، لأنه يظهر فيه، وقدر بعض مضافا أى وقوع وعد يوم، أو إنجاز وعد يوم، ويجوز أن يكون اسم زمان ميميا بالاضافة للبيان، كما يدل له قراءة تنوين ميعاد ورفعه، ورفع يوم وكونه بدل اشتماله لميعاد برفعهما وتنوينهما، خلاف الأصل، وأيضا يحوج الى تقدير رابط، أى يوم له، وكذا تقدير ميعاد يوم، على ابدال ميعاد من ميعاد بدل كل، وتنكير يوم للتعظيم، سألوا عن تعيين الوقت، وأجيبوا بابهام، فليس من الأسلوب الحكيم لأنه أن تجيب بالأليق معرضا عن كلام السائل، فان ما بعد هذا من نفى التأخير والتقديم من أوصاف ذلك اليوم المجاب به ولا بيان الحالهم فيه { لا تستأخرون عنه } عن اليوم أو الميعاد، والجملة نعت أحدهما { ساعةً } اذا فاجأكم أو جاءكم { ولا تَسْتقدمُون } عنه ساعة قبل مجيئه.