الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ إِنَّ ٱللَّهَ وَمَلاَئِكَـتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى ٱلنَّبِيِّ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلِّمُواْ تَسْلِيماً }

{ إن الله وملائكته يصلُّون على النَّبي } قال حسان بن ثابت:
صلى الإله ومن يحف بعرشه   والطيبون على الرسول أحمد
والنبى المعهود محمد صلى الله عليه وسلم، جمع بين ضميره تعالى وضمير الملائكة، لأنه محض تشريف، أو يقدر أن الله يصلى فيعطف ملائكته على لفظ الجلالة، ويصلون على يصلى، ومر كلام فى قوله تعالى:اذهب أنت وربك فقاتلا } [المائدة: 24] وتقدم كلام فى قوله تعالى:هو الذي يصلي عليكم وملائكته } [الأحزاب: 43] ووجه اتصال الآية بما قبلها زيادة التشريف، كيف تؤذونه أو تكلمون نساءه بلا حجاب، أو تتزوجوهن مع أنه تعالى يصلى عليه، وملائكته يصلون عليه، وهو أهل لفضل الله، ولو كان نبيا فقط، فكيف وهو نبى رسول، فلذلك ذكره بالنبوة، وفى ذكره بالنبى على وجه المعاهدة أو الغلبة، حتى أنه المراد تشريف أيضا، وشرفه أيضا بأن الملائكة كلهم يصلون عليه مع كثرتهم، فالإضافة للاستغراق باضافتهم اليه تعالى، وصلاته تعالى رحمته بالثناء عليه عند الملائكة، وفى الكتب السابقة والأنبياء، وتفضيله على الخلق كلهم، وتشفيعه والمقام المحمود، والوسيلة وعدم نسخ شرعه بشرع بعده.

{ يا أيُّها الَّذين آمنُوا } نادى المؤمنين فى الصلاة والسلام عليه، تأكيدا بهما وحثا، وخصهم لأن فضلهما لا يناله المشرك، وهما وسيلة ولا وسيلة له، ولأن شأن المشرك أن يخاطب بالتوحيد وتوابعه، لا بالفروع، وقد اختلف فى عقابهم على الفروع { صلُّوا عليْه } أثنوا عليه بخير، ولما عجزنا عن حقيقة ذلك سألنا الله أن يصلى عليه، والاعتراف بالعجز عن الإدراك إدراك وكان هذا السؤال صلاة منا فنقول: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم، إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على ابراهيم وآل ابراهيم إنك حميد مجيد، رواه كعب بن عجرة.

أو نقول: اللهم صل على محمد وأزواجه وذريته، كما صليت على آل ابراهيم، وبارك على محمد وأزواجه وذريته، كما باركت على آل ابراهيم إنك حميد مجيد رواه أبو حميد الساعدى.

أو اللهم صل على محمد عبدك ورسولك، كما صليت على ابراهيم، وبارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على آل ابراهيم رواه أبو سعيد الخدرى.

أو اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما صليت وباركت على ابراهيم وآل ابراهيم، فى العالمين إنك حميد مجيد، والسلام كما قد علمتم رواه أبو هريرة.

أو اللهم اجعل صلواتك ورحمتك وبركاتك، على محمد وعلى آل محمد، كما جعلتها على ابراهيم انك حميد مجيد رواه بن بريدة الى غير ذلك، فعلمنا أن المراد التمثيل لا التخصيص، وفى قوله: كما صليت على ابراهيم تشبيه الأعلى بالأدنى، وهو جائز كقوله تعالى:

السابقالتالي
2 3 4 5 6