الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ ٱدْعُوهُمْ لآبَآئِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِندَ ٱللَّهِ فَإِن لَّمْ تَعْلَمُوۤاْ آبَاءَهُمْ فَإِخوَانُكُمْ فِي ٱلدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَآ أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَـٰكِن مَّا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً }

{ ادعُوهم } انسبوا ادعياءكم { لآبائهم } من ولدهم خاصة { هُو } اى دعاءهم لآبائهم { أقسْط عنْد الله } خارج عن التفضيل، اى عدل بليغ فى الصدق عند الله، او باق عليه على وجه التهكم بهم ان دعاءهم لأنفسهم عدل، ولآبائهم اعدل { فإن لم تعْلموا آبائهم } فلم تجدوا دعاءهم اليهم { فإخْوانُكم } فهم اخوانكم فقد علمتم انهم اخوانكم { في الدين } فسموهم بالاخوة فيه، فعل كذا اخى فى الدين فلان، او جاء فلان فى الدين، ويا فلان اخى فى الدين ونحو ذلك { ومواليكم } اولياءكم فيه، جاء مولاى فلان، اى اخى فيه، لا بمعنى العبودية والعتق، وبعد نزول الآية يقولون: سالم مولى حذيفة، وقيل: مواليكم بنو اعمامكم، وقيل: معتقوكم وزيادة الاخوة والمولوية على اسمهم تطيب لأنفسهم، ولم اسمع بصبية او امراة تبينت.

{ ولَيسَ عليْكُم جُناحٌ } اثم { فيما أخطأتُم به } من تسميتهم بأبناكم قبل نزول التحريم، ولا إثم على مسلم فيما فعل قبل نزول تحريمه، مما لا يعلم من الدين بالضرورة { ولكن مَّا تَعمدت قلُوبكُم } بعد النهى، وما موصولة او شرطية، يقدر فعليه فيه جناح، ولا يجوز ان تكون معطوفة بلكن، لانها لا تكون عاطفة بعد الواو، ولا الواو، لانها لا تكون عاطفة قبل لكن، وخرج بالتعمد النسيان والغلط، فلا جناح فيهما، والتعمد الذى ليس على ما وردت عليه الآية كقولك لصغير السن: يا بنى حيث لا يتوهم هو او غيره انك ابوه وهو الصحيح، ومنعه بعض، وكرهه بعض، وقولك لإنسان: يا بنى تظنه ابنك، او يا ابن فلان تظنه ابنه.

قال صلى الله عليه وسلم: " لست أخاف عليكم الخطأ ولكن أخاف عليكم العمد " رواه ابن مردويه، وقال صلى الله عليه وسلم: " رجع عن أمتي الخطأ والنسيان وما أكرهوا عليه " رواه ابن ماجه، فلو اكره جبار أحدا ان يقول فى غير ابنه انه ابنى، او فى غير ابن فلان انه ابن فلان لجاز ان يقول.

{ وكان الله غفوراً } للعامد التائب { رحيماً } به اذ غفر له، او ينعم عليه زيادة على المغفرة، والمغفرة على الذنب، وهو هنا كبير فيكفر كفر فسق من ادعى غير ولده، ويكفر ذلك ان ابلغ وقبل، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " كفر بكم نسبتكم إلى غير آبائكم " وكان يتلى قرآنا ثم نسخ لفظه لا حكمه، وقال صلى الله عليه وسلم: " كفر من تبرأ من نسب وان دق أو ادعى نسباً لا يعرف " رواه الطبرانى.