الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ وَدَاعِياً إِلَى ٱللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجاً مُّنِيراً }

{ ودَاعياً إلى الله } الى توحيده وعبادته فى اخلاص { بإذْنه } بتيسيره، وأصل الاذن إباحة فعل شئ او تركه، اطلق على التيسير مسببه، وهذه الكلمة تستعمل فى مقام التبريك والتبرك، ويناسبها صعوبة الدعاء الى خلاف المأنوس والهواء { وسِراجاً } هؤلاء الأحوال المعطوفة كلها مقدرة حتى الاخير، لان كونه سراجا يتصور مع التبليغ وبعد التبليغ، لانه قبل التبليغ لا يظهر للناس هداه، ولم يقل شمساً مع ان الشمس أقوى ضوءاً من السراج المنير، لان السراج يؤخذ منه اضواء كثيرة، ولا يؤخذ من الشمس ضوء { مُنيراً } وصف السراج بمنير لانه ليس سراج منيراً، لان الذى قل زيته، او دقت فتيليته، يقل ضؤوه، وانت تشاهد الان سرجا منيرة بالزيت، بل بمائع مخصوص وسرجا بلا زيت ولا فتيلة، بل بمائع تقدر النار به نفسه.

خلق الله ذلك لأوانه، هو عالم به فى أزليته وأفهم أهل ذلك استخراجه وصنعته، فالآية شاملة لسرج هذا الزمان التى بغير زيت، كما أنه عالم بسفن النار فى الأزل، وألهم اليها فى هذه الأعصار، وكان حالا مع جموده لتقدير مضاف، أى مماثل سراج، أو لأنه نعت بمشتق، ينصب على أنه مفعول بحال محذوف معطوف على شاهدا أى وقارئا سراجا أى قرآنا كسراج، أو سراجا قرآنا معطوف على كاف أرسلناك، والمعنى أنه أرسل القرآن على التبعية، أو على تقدير ومنزلا سراجا، واقتصر فى اللفظ على الإرسال.