الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ يٰنِسَآءَ ٱلنَّبِيِّ مَن يَأْتِ مِنكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا ٱلْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى ٱللَّهِ يَسِيراً }

{ يا نساء النبي } ناداهن بالنساء لا بالازواج، لانهن يضفن اليه حتى كأنهن مملوكات له، ولو بلا تزوج، وكنساء الجنة هن لأهلها بلا عقد نكاح، والله اعلم وهو الموفق { مَنْ يأت } ذكر الضمير للفظ من { منْكنَّ بفاحشة } ذنب كبير، ودخل فيها عصيان النبى صلى الله عليه وسلم، وان يسأل ما يشق عليه، او ما ليس عنده، فإن تخييرهن تحريم ذلك السؤال، ولا يراد الزنى لانه لا يتصور منهن ولقوله: { مُبيِّنَةٍْ } ظاهرة جداً، كما يدل له التشديد، والزنى لا يظهر كذلك، يستعمل أبان وبين بالشد لازما، كما هنا ومتعديا { يضاعف لها } انث الضمير باعتبار معنى من { العَذابُ } يوم القيامة، او فيه وفى الدنيا { ضعْفيْن } يكون ذنبها كذنبين، فيكون لها حدان على ذنب واحد.

وقال ابو عمرو، وأبو عبيدة: الضعفان ان يجعل الواحد ثلاثة، فيكون عليها ثلاثة حدود فيما حد، والصحيح الاول، ووجه ذلك فضلهن وفضل النبى صلى الله عليه وسلم، والنعمة عليهن، كما جعل ارث الرجل وديته وما دونها ضعف ما للمرأة، ودية الوجه ضعف ما للرأس، ودية الرأس ضعف ما لسائر البدن، والعقاب على الذنب الواقع فى الوقت الافضل، او المكان كالجمعة ورمضان، والمسجد اعظم من العقاب على الذنب الموقع فى غيره، وعد ذنبا فى حق الانبياء ما لم يعد فى غيرهم، وقيل لزين العابدين: إنكم اهل بيت مغفور لكم، فغضب فقال: لمسئينا ضعفان من العذاب كنساء النبى، ولمحسننا ضعفان من الاجر مثلهن { وكان ذلك } التضعيف { على الله يَسِيراً } لا يمنعه عنكن كونكن نساء للنبى صلى الله عليه وسلم، بل هو سبب للتضعيف لانه نعمة عظيمة عليكن، ولان فعل الكبيرة خيانة له صلى الله عليه وسلم.