الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ وَإِذْ يَقُولُ ٱلْمُنَافِقُونَ وَٱلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ مَّا وَعَدَنَا ٱللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلاَّ غُرُوراً }

{ وإذ يقُول المنافقون } عطف على إذ زاغت، والاصل: وإذ قال، والمضارع للاستحضار { والَّذين في قلُوبهم مَرض } الشك فى الايمان بوسوسة المنافقين، او ضعف الايمان لرب عهدهم به، او المنافقون، وعليه فالعطف تنزيل لتغاير الصفات لذات واحدة، منزلة تغاير الذات وتعددها، اى القوم المتصفون بالنفاق، ومرض القلوب { ما وعدنا الله ورسوله إلا غُرورا } من نصر وإعلاء غير صادقين، اى وعد غرور، وهو القول الباطل الكاذب الموقع فيما يضرنا تعالى الله عن ذلك.

عرضت فى الخندق صخرة شديدة بيضاء مدورة، يعجزون عنها، فاخذ صلى الله عليه وسلم المعول عن سلمان، فضربها ثلاثا مع كل واحدة برقة تضئ ما بين لابتى المدينة، اى جبليها كمصباح فى ليل تغلب ضوء الشمس، ويكبر معها، والمسلمون، فقال: " اضاء لي بالأولى قصور الحيرة ومدائن كسرى كانياب الكلاب، وبالثانية قصور الروم كذلك، وبالثالثة صنعاء كذلك، وأخبرني جبريل إن أمتك ستظهر على ذلك وتملكه، فابشروا بالنصر " فاستبشروا فقال متعب بن قشير، منافق من الانصار، وتابعه بالقول بعض المنافقين ومن التحق بهم، ورضى باقيهم: يدعى محمد رؤية تلك الاماكن وهو معكم، ووعدكم ملك ذلك مع انه لا يجد احدكم قضاء حاجته بعد الخندق الا قتل، فنزلت الآية، ونسبتهم الوعد لله، والتسمية بالرسول، مع انهم لم يؤمنوا بان ذلك وعد الله، ولا بالرسالة مماشاة له ولأصحابه صلى الله عليه وسلم، او استهزاء او لم يعلموا ان الوعد من الله، ولا نسبوه اليه، ولا الى رسوله، لكن لما كان من الله ورسوله نسبه الله الى الله ورسوله، او قالوا ذلك تقية.