الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ ٱلْقَيَامَةِ فِيمَا كَانُواْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ } * { أَوَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِمْ مِّنَ ٱلْقُرُونِ يَمْشُونَ فِي مَسَاكِنِهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ أَفَلاَ يَسْمَعُونَ }

{ إنَّ ربك هُو يَفْصل } يقضى { بينهم } بين المؤمنين والمشركين، وقيل، بين الانبياء من بنى اسرائيل، ومن غيرهم، وبين أممهم، والمقام صالح لذلك ويجوز ان يكون المعنى بفصل بين الأئمة الاسرائيليين وغيرهم ممن لم يتبعهم، سواء كانوا انبياء او غيرهم { يَوْم القيامة } بنصر المؤمنين والانبياء على من خالفهم، وباظهار انهم على الحق، وغيرهم عل الباطل، { فيمَا كانُوا فيه يخْتلفُون } من امر الدين { أو لم يَهْد لَهُم } اذا جعلنا الهمزة داخلة على محذوف، ولم نجعلها مما بعد الهاء قدرناه هكذا أأهملهم الله ولم يهد لهم، اى يبين او لم يعطهم هداية، وهى هنا الاعلام والفاعل ضمير عائد الى الله.

{ كَمْ } استفهام بمعنى التكثير مفعول مقدم لقوله { أهْلكنا } والجملة مفعول ليهد علق عنها يهدى بالاستفهام { من قَبْلِهم } متعلق بأهلكنا اى قبل زمانهم { مِن القُرون } نعت، ويدل على ان فاعل يهد ضمير لله عز وجل قراءة زيد، نهد بالون، او مفعول يهد محذوف اى طريق الحق، او مآل امرهم، وجملة كما اهلكنا قبلهم من القرون مستأنفة { يمْشوُن } الواو عائد الى ما عاد اليه هاء اليهم وهم الكفار { في مساكنهم } اى فى مساكن القرون المهلكة، اى يمشون فى مساكن القرون المهلكة اذا سافروا، ويعاينون آثارهم، والجملة حال من هاء لهم لا من القرون، لان المشى ليس حال الاهلاك اللهم الا ان يراد حال ثبوت الاهلاك { إنَّ في ذلك } المذكور من الاهلاك والمساكن { لآيات } عظيمة كثيرة { أفلا يسْمَعُون } اصموا فلا يسمعون او اسمعوا بآذانهم، فلا يسمعون بقلوبهم سماع تدبر.