الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُواْ وَكَانُواْ بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ }

{ وجَعَلْنا منْهُم } من بنى إسرائيل { أئمةُ } خيارا يقتدى بهم فى الدين، وليس المراد هنا أنبياء بنى اسرائيل خلافا لبعض { يَهْدون } بقية بنى اسرائيل، ومن وجدوه بأحكام التوراة والصحف وغيرهما { بأمرْنا } على ألسنة انبياهم اياهم، بان يهدوا كقوله تعالى لهذه الامة:ولتكن منكم أُمة يدعون إلى الخير } [آل عمران: 104] الاية وان كان الائمة انبياء فلا اشكال، والامر ضد النهى، ويجوز ان يكون واحد الامور وهو التوفيق { لمَّا صَبرُوا } حين صبروا، وجوابها اغنى عنه ما قبلها اى جعلناهم أئمة لما صبروا عن الدنيا، وعلى مشاق نصرة الدين، او لما صبروا جعلناهم أئمة، وقيل: يهدون حين صبروا.

{ وكانُوا بآياتنا } اى ما انزلنا من التوراة وغيرها، وولائلنا المعجزات { يُوقِنُون } لامعانهم النظر فيها، وعبدة الاصنام الان أقرب من اهل الكتاب الى قبول الحق لو وجدوا من يعتنى بهم، لخلو قلوبهم من العناد الذى فى قلوب اهل الكتاب، والعطف على صبروا او على جعلنا.