الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِّنَ ٱلْعَذَابِ ٱلأَدْنَىٰ دُونَ ٱلْعَذَابِ ٱلأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ }

{ ولنُذيقنَّهم } فى الدنيا { مِن العَذاب الأدنى } كقحط سبع سنين، حتى اكلوا العظام والجيف والكلاب والجلود، وقتل بدر فى الذين على عهده صلى الله عليه وسلم والامراض ومصائب الدنيا لهم، ولمن بعد الى يوم القيامة لا عذاب القبر، كما زعم بعض لقوله تعالى: (لعلهَّم يرجعُون) فان الميت لا يرجع الى الدنيا فيرجع الى الايمان، اذا قلنا بقتل بدر، فالمقتول ايضا لا يرجع، ولكن لعل باقيهم يرجع، وان المراد لعلهم يرجعون بالندم، شملت القتلى واصحاب عذاب القبر.

وعن عبادة بن الصامت: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: " المصائب والاسقام " فقلت: فما هى لنا؟ فقال: (زكاة الطهور) وعن ابن عباس الحدود، وعن ابن مسعود: " قتل بدر وسنو القحط " وعن ابى بن كعب: مصائب الدنيا، والروم والبطشة والدخان، فذلك عنهم تمثيل { دون العَذاب الأكبر } هو عذاب الاخرة، ومبدؤه عذاب القبر، بل عذاب الموت، لان الموت للكافر قبض وعذاب، وللمؤمن قبض يتألم به، وقيل: العذاب الاكبر عذاب يوم القيامة، وقيل: القتل والسبى والاسر والادنى ما دونهن، وقيل: الاكبر الدابة والدجال، وقيل: خروج المهدى بالسيف، فكلا العذابين فى الدنيا على هذه الاقوال الثلاثة، ولم يقل الابعد فى مقابلة الادنى، ولا قال الاصغر فى مقابلة الاكبر للتهديد، فانه يحصل بالقرب لا بالصغر وبالكبر، لا بالبعد والادنى يتضمن الاصغر، لانه ينقضى بموت المعذب، والاكبر يتضمن الابعد لانه فى الاخرة ينقطع { لعلَّهم يرجعُون } ان لم يموتوا، ويرجع من حيى او لعلهم يريدون الرجوع، فتشمل الاموات، والرجوع تارة الرجوع الى الإيمان، وتارة الرجوع الى الدنيا، ولعل للترجية او للتعليل.