الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلَوْ تَرَىٰ إِذِ ٱلْمُجْرِمُونَ نَاكِسُواْ رُءُوسِهِمْ عِندَ رَبِّهِمْ رَبَّنَآ أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَٱرْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحاً إِنَّا مُوقِنُونَ }

{ ولو ترى } يا محمد، او يامن يصلح للرؤية مطلقا، لان حالهم الفظيعة لا تخفى، فلا يختص بها راء دون راء، ولا يختص باستغرابها والتعجب منها احد حال نكس رؤسهم، وقولهم: { ربنا أبصرنا } الخ حتى ان المراد صدور الرؤية، هكذا كاف فى ذلك، ولا يقدر لها مفعول، وجواب لو محذوف يقدر بعد موقنون، اى أرايت ما لا يوصف، او لو للتنمية او للترجية، ويجوز تقدير المفعول لترى، اى ولو ترى نكس المجرمين رءوسهم { إذْ المُجْرمُون } القائلون: إأذا ضللنا او المجرمون مطلقا فيدخل هؤلاء { ناكسوا } مطرقوا الى الارض { رءوسهم } من الحياء والذل { عنْد ربَّهم } حين الحساب، لظهور قبائحهم عند انفسهم وعند كل من يراهم، ولا احد يعذرهم او يستحسنها، كما وجدوا فى الدنيا من انفسهم ومن غيرهم استحسانا.

{ ربنا أبْصَرنا وسَمِعْنا } مفعول لخبر ثان مقدر، اى قائلون: ربنا الخ، اى شاهدنا الحق الان بأبصارنا واسماعنا، وليس الخبر كالعيان، وابصرنا وسمعنا الان، ومن قبل كنا عميا وصما، ولا مفعول لهما، او ابصرنا الان البعث الذى ننكره فى الدنيا، وسمعنا تصديقك لرسلك الان، او ابصرنا البعث، وأذعنا الان لقول رسلك، او ابصرنا قبح اعمالنا، وسمعنا قول الملائكة ان مردكم الى النار { فأرجعِنا } الى الدنيا { نَعمْل } بأسماعنا وأبصارنا وأفئدتنا { صالحاً } من التوحيد، وما يقتضيه من البعث وغيره واداء الفرائض { إنا مُوقنُون } تاكيد على طريق التعليل، او استئناف التاكيد، ولذلك لم يقل وآمنا، وقدر بعضهم: أبصرنا رسلك فى الدنيا، وآياتك، وسمعنا كلامهم، وآياتك المتلوة، فلك الحجة علينا، وهو ضعيف لان ثبوت الحجة لله تعالى ينافى الرجوع الى الدنيا.