الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ أَلَمْ تَرَ أَنَّ ٱلْفُلْكَ تَجْرِي فِي ٱلْبَحْرِ بِنِعْمَتِ ٱللَّهِ لِيُرِيَكُمْ مِّنْ آيَاتِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ }

{ ألمْ تَرَ } يا من يصلح للرؤيةببصره، او الم تعلم يا محمد { أنَّ الفُلك تجري في البَحْر بنعْمة الله } باحسانه فى ايجاد اسباب الجرى من الريح، وتسخيرها، والباء للتعدية، او السببية او تجرى بما انعم الله به عليكم من طعام ومتاع وغيرهما، مما يحمل فى الفلك، فالباء للمصاحبة متعلق بحذوف حال من ضمير تجرى، والآية استشهاد على باهر قدرته { لِيُريكم من آياته } بعض آياته الدالة على كمال قدرته واختصاصه بالوحدانية والألوهية { إنَّ في ذلك لآياتٍ لِكلِّ صَّبارٍ } على المصائب والطاعات، وعن الشهوات { شَكُورٍ } لنعمه فى السراء والضراء، والصبر والشكر عمدة الايمان لان الايمان وما يتوقف عليه الايمان، اما ترك للمألوف غالبا، وهو بالصبر، او فعل لما يتقرب به، وهو شكر لانه يعم اللسان والجوارح والقلب.

كما ورد نصف الايمان صبر، ونصف شكر، وراكب الفلك لا يخلو عنهما، ولذلك - والله أعلم - جئ بهما بع ذكر الفلك، ولا دليل لمن فسر الصبار بالصبار على التعب فى كسب الادلة من الانفس والآفاق، ولا يتبادر، وقدم صبار للفاصلة، ولانه فعال ابلغ من فعول لزيادة حروفه، ولان قليل الصبر لشدة مرارته كثير، ولذلك اختار منه فعال، ولو اخره، وقال صبور بالواو ولصحت الفاصلة، لكن يفوت ما ذكر من المناسبة.