الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلَوْ أَنَّمَا فِي ٱلأَرْضِ مِن شَجَرَةٍ أَقْلاَمٌ وَٱلْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِن بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَّا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ ٱللَّهِ إِنَّ ٱللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ } * { مَّا خَلْقُكُمْ وَلاَ بَعْثُكُمْ إِلاَّ كَنَفْسٍ وَاحِدَةٍ إِنَّ ٱللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ }

{ ولو أنَّمَا في الأرض من شَجَرة أقلام } المصدر فاعل لثبت محذوفا وهو مصدر من خارج، اذ ليس فى خبر ان، بل يجاء بالكون او بالنسب المفيد معنى الكون من خبرها، اى لو ثبت كون ما فى الارض اقلاما، وأقلاما خبر الكون فى التأويل، وخبر ان قبل التأويل، او لو ثبتت قلمية ما فى الارض، وذلك انه لا بد للمؤمن فعل، ولا بد من التأويل بالمصدر مع ان المفتوحة، وقال سيبويه: لا يقدر الفعل المصدر مبتدأ بلا خبر: او وجود المسند اليه قبل التأويل، وقدر بعضهم خبره قبله، وبعض بعده، وفى الآية مجئ خبر ان بعد لو اسما كقوله:
ولو انها عصفورة لحسبتها   مسومة تدعو عبيدا وأزنما
وقوله:
ما أطيب العيش لو ان الفتى حجر   تنبو الحوادث عنه وهو ملموم
لا كما قال الزمخشرى: من منع ذلك غفلة منه اذ لم يقل: انما يكون الخبر بعدها اسما جاهدا، او فعلا لا اسما مشتقا فلا يجاب عنه بانه اراد لا يكون فعلا اذا لم يكن اسما مشتقا، ثم انه اذا لم فعلا فهب انه اسم جامد او مشتق، ومن معلق بمحذوف حال من المستتر فى قوله: فى الارض، وشجرة نكرة عامة فى الاثبات، كقوله تعالى:علمت نفس } [التكوير: 14، الإنفطار: 15] ومن الجائز تقدير مضاف عام فى ذلك ونحوه، اى علمت كل نفس، ومن كل شجرة واسم الشرط يعم: مع انه نكرة فى الاثبات لشبهه بالنفى، وهنا قوى جانب العموم بلو، لانها حرف شرط، وحكمة افراد شجرة وتنكيرها دفع ما يتوهم لو جمعت من التوزيع، بان كل شجرة على حدة قلم، ليس ذلك مرادا، بل المراد ان كل عود من كل شجرة ولو دق قلم، والعود الغليظ او الطويل تكون منه اقلام متعددة، كاقلام التى عهدناها مع انها يقدر لها البرى الى حد ما يمكن ايضا.

{ والبَحْر } المحيط، وأل للعهد لانه المتبادر، والفرد الكامل، واجيز ارادة الجنس او الاستغراق والعهد، او الاستغراق اولى من الجنس، وذلك ان اريد الجنس جاز ان يراد غير المحيط والمقام للمبالغة { يمدُّه } يصير مدادا لما فى الدنيا من الاشجار الواقع كل عود منها قلما على حد ما ذكرت آنفا، والمد الزيادة اى تضم الى الاقلام، ومد الدواة زاد فيها ما يكتب به من المداد الاسود او الاحمر او الاخضر او غير ذلك، وجملة البحر يمده حال من المستتر فى قوله: { في الأرض } ولو فصل بينهما { من بَعْده سَبْعة أبْحر } حال من المستتر فى يمد، والمراد بسبعة أبحر: مفروضة كل واحد كالمحيط، او كل واحد كالبحور الموجودة كلها، على جعل أل للاستغراق.

السابقالتالي
2 3