الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ وَمَن يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى ٱللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ ٱسْتَمْسَكَ بِٱلْعُرْوَةِ ٱلْوُثْقَىٰ وَإِلَىٰ ٱللَّهِ عَاقِبَةُ ٱلأَمُورِ }

{ ومن يُسْلم وجْهَه إلى الله وهُو مُحسنٌ } فى اعماله، يخلص قلبه وجسده، ويحسن عمله، او قل باطنه وظاهره بالتفويض اليه فى اموره، كما هو انسب بقوله: { فَقَد اسْتَمْسك بالعُروة الوثْقى } الاولى ان التفويض لا يذكر هنا، وقد تضمنه الكلام، والمعنى من أقبل على الله اقبالا تاما، وجد الله ملجأ له، والعروة الوثقى استعارة، شبه الاقبال عليه بها، وأولى من ذلك ان تجعل الاستعارة مركبة مركبة تمثيلية، فعندهم اذا امكنت بلا ضعف لم يعدل عنها الى المفردة فنقول: شبه الاقبال عليه بالكلية، والاحسان فى العمل بالترقى الى عال، والتمسك فى ترقية بما يأمن اختلاله له.

{ وإلى الله } لا الى آلهتهم، ولا الى غيرها { عاقبة الأمور } كلها، ومنها البعث، واثابة مسلم الوجه الى الله تعالى بأحسن الجزاء، ومعاقبة المجادل فى الله عز وجل بالسعير، وكون الاستغراق كما رايت اولى من ان تكون للعهد بالجدال، واتباع ما ما وجدوا عليه آباءهم، ومنها اسلام الوجه الى الله، وعاقبة الامور آخرها وهو الجزاء، او الامور العاقبة، فيكون من اضافة الصفة للموصوف.