الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يٰبُنَيَّ لاَ تُشْرِكْ بِٱللَّهِ إِنَّ ٱلشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ }

{ وإذْ } اذكر اذ او ظرف لآتينا على طريق العطف، وحذف المعطوف، اى آتيناه الحكمة اذ { قال لقْمانُ لابْنه } تاران قال الطبرى، وابن قتيبة، وقيل: اسمه مثان بثاء مثلثة، وقيل: انعم بفتح الهمزة والعين، وقيل: أشكر بفتح الهمزة والكاف، وقيل: مشكم بفتح الميم والكاف { وهُو يَعظُه } حال من لقمان اولى من ابنه، والوعظ زجر بتخويف او جلب بذكر الخوف، او زجر وجلب معا { يا بني } تصغير حب وشفقة { لا تُشْرك بالله } غيره فى عبادة ولا فى شئ، واختص بالله عز وجل كمن قال: إن سيدنا محمدا صلى الله عليه وسلم احاط بعلم الله كله، لا فرق بينهما: الا ان علمه حادث ومظروف وغير ذاتى، وعلم الله قديم وذاتى، وليس تعالى ظرفا له، ومن قال ذلك اشرك، وكان ابن لقمان مشركا فكان ينهاه عن الشرك حتى اسلم، وكذا امراته.

وزعموا ان لقمان وضع جوابا من خردل، فكلما وعظه اخرج خردلة حتى نفذ الخردل فقال: يا بنى وعظتك موعظة، لو وعظتها جبلا لتفطر فتفطر، ولعل هذا كما قيل لم يزل يعظه، حتى مات اى مات الابن، ولعله ابن آخر له غير الذي اسلم، وقيل ابنه مسلم ونهيه عن الشرك تخذير له، وقيل الباء للقسم والجواب قوله:

{ إنَّ الشّرك لَظْلم عَظيمٌ } وما تقدم هو المتبادر، وعلى كل حال ان هذه الجملة من كلام لقمان تعليل للنهى عن الشرك الموجود او عن الوقوع فيه او قسم منه، وادعى بعض انها من الله عز وجل، ومن حكمته، قوله:

يا بنى ان الدنيا بحر عميق، وقد غرق فيها ناس كثير، فاجعل سفينتك فيها تقوى الله تعالى، وحشوها الايمان، وشراعها التوكل على الله تعالى، لعلك تنجو، ولا أراك ناجيا.

وقوله: يل بنى إياك والدين فانه ذل النهار وهم الليل.

وقوله: يا بنى ارج الله رجاء لا يجرك الى معصيته تعالى وخف الله تعالى خوفا لا يؤسك من رحمتة تعالى شأنه.

وقوله: يا بنى حملت الجندل والحديد، وكل شئ ثقيل فلم احمل شيئا هو اثقل من جار السوء، وذقت المرار فلم اذق شيئا هو امر من الفقر.

وقوله: يا بنى لا ترسل رسولك جاهلا، فان لم تجد حكيما فكن رسول نفسك.

يا بنى: اياك والكذب فانه شهى كلحم العصفور، عما قيل بقلى صاحبه.

يا بنى احضر الجنازة، ولا تحضر العرس، فان الجنائز تذكرك الاخرة، والعرس يشهيك الدنيا.

يا بنى لا تأكل شبعا على شبع، فان القاءك اياه للكلب خير لك من ان تأكله.

يا بنى لا تكن حلوا فتبلع، ولا مرا فتلفظ.

السابقالتالي
2