الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ أَمْ أَنزَلْنَا عَلَيْهِمْ سُلْطَاناً فَهُوَ يَتَكَلَّمُ بِمَا كَانُواْ بِهِ يُشْرِكُونَ }

{ أمْ أنْزلنا عليْهِم سُلطاناً } بل أأنزلنا عليهم حجة، وذلك بطريق الالتفات من الخطاب الى الغيبة تهاونا بهم، واعراضا عنهم، والانزال مجاز عن التعليم او الاعلام { فَهُو } السلطان { يتَكلَّم } يدل استعمل لفظ الدلالة الخاصة، وهى الدلالة باللسان فى المعنى العام، وهو مطلق الدلالة، وذك مجاز مرسل اصلى، واشتق منه يتكلم بمعنى يدل على طريق المجاز الارسالى التبعى، او شبه السلطان، وهو الحجة بالانسان مثلا، ورمز اليه باثبات لازم الانسان على الاستعارة بالكناية، وبسطت المسألة فى فن المعانى والبيان، وان جعلنا السلطان بمعنى الملك فالتكلم حقيق لا مجاز، الا ان السلطان فى الا الحجة، وهى من المعانى المصدرية، فهو مجاز لذلك حين استعمال بمعنى الذات، او بتقدير ذا سلطان، وشاع فى الاستعمالات فى معنى المالك القاهر على طريق الحقيقة العرفية

{ بما كانوا به يشركون } بالامر الذي يشركون به، اى بسسبه او الباء للآلة، الهاء لما، ولا يجوز جعلها مصدرية، والهاء لله لكون المعنى حينئذ يتكلم بكونهم يشركون بالله، وهو لا يصح، وانما المعنى الذي يصح يتكلم باشراكهم بالله سبحانه، اى بتصويبه وهو مستلزم لزيادة كانوا كما هو عادتهم فى التفسير من التأويل بالمصدر مما بعد الكون؟، واسقاط الكون على انه لا يدل على الحدث، وهو المشهور المخالف للصحيح.