الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ ضَرَبَ لَكُمْ مَّثَلاً مِّنْ أَنفُسِكُمْ هَلْ لَّكُمْ مِّن مَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِّن شُرَكَآءَ فِي مَا رَزَقْنَاكُمْ فَأَنتُمْ فِيهِ سَوَآءٌ تَخَافُونَهُمْ كَخِيفَتِكُمْ أَنفُسَكُمْ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ ٱلآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ }

{ ضَربَ لكُم مثلاً } فى بطلان الشرك { من أنفُسِكُم } منتزعا من أنفسكم التى هى اقرب الامور اليكم، واظهرها للدلالة، ومن للابتداء، وفسر المثل بقوله: { هَل لكُم } استفهام انكار بمعنى النفى، ولكم خبر للمبتدأ المجرور بمن الصلة لتأكيد هذا النفى، وهو شركاء { ممَّا مَلكت أيمانكم } من للابتداء ايضا متعلق بلكم، او بمتعلقة الاستقرارى لا تبعيضية متعلقة بمحذوف حال من شركاء، لان الصحيح ان الحال لا تجئ من المبتدأ لانها لا تكون قيدا لعامله، وهو الابتداء ولا تاكيدا، وان جعلنا شركاء فاعلا للكم صح أنها تبعيضية، وجاز الابتدائية.

{ من شركاء فيما رزقناكم } متعلق بشركاء يتصرفون فيه كتصرفكم { فأنتُم } أيها المالكون والمملوكون على تغلب الخطاب على الغيبة، او الخطاب للمالكين فيقدر للغائبين ضمير الغيبة، اى فأنتم وهم { فيه سَواءٌ } فيه متعلق بسواء، والفاء عاطفة للجملة بعد على جملة الاستفهام قبلها { تخَافُونَهُم } خبر ثان لانتم، او حال من الضمير فى سواء، اى مستوون { كخيفَتكُم أنْفُسكم } نعت لمفعول مطلق محذوف، اى تخافونهم ان تنصرفوا بلا اذن منهم، فيما رزقناكم خيفة كائنة كخيفتكم الاحرار المشاركين لكم فى ذلك الرزق، فالمراد مثل انفسكم من الاحرار، فاذا لم ترضوا بذلك فأولى ان لا ترضوا الشركة لله عز وجل، وهو خالق الكل ومالكه، والرازق وفى الآية اعمال المصدر النوعى المقرون بالتاء فى المفعول به، فهو جائز.

{ كذَلك } مثل هذا التفصيل { نُفصل الآيات } نوضحها تصوير للمعقول بصورة المحسوس، لتدرك فلا يبقى للكافر الا العناد { لَقوم يَعْقلون } يستعملون عقولهم فى الامور، فيستعملونها فى الامثال الاتية من الله.