الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ وَمِنْ آيَاتِهِ مَنَامُكُم بِٱلَّيلِ وَٱلنَّهَارِ وَٱبْتِغَآؤُكُمْ مِّن فَضْلِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَسْمَعُونَ }

{ ومن آياته منامُكم } مصدر ميمى اى نومكم { بالليل } وهو الاكثر { والنَّهار } كنوم القائلة، ونوم المريض، ونوم الاستراحة، والنوم مطلقا، يربح القوى النفسية والطبعية { وابتْغاؤكُم } فى الليل والنهار طلبكم للمال، والطعام والشراب، وسائر مصالحكم، كما ترى من رغب فى شئ يستعمل نفسه فيه ليلا، ولا سيما ان طال الليل، ولم يف نهاره باشغاله كالخياطة ليلا، والكتابة وحراسة الاموال والابواب، وقطع البرارى فى الاسفار.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إنَّ الأرض تطوى في الليل ما لا تطوى في النهار " واصل الآية ومن آياته منامكم بالليل والنهار، وابتغاؤكم فيهما فحذف للدليل وبالليل والنهار متعلقان بمنام، ويجوز عود النوم لليل فقط، والابتغاء للنهار فقط، فاصل الاية ومن آياته منامكم بالليل وابتغاؤكم من فضله بالنهار، او من آياته منامكم وابتغاؤكم بالليل والنهار، بعود الله الى المنام، والنهار الى الابتغاء، وقدم الليل والنهار معا عن طريق الاعتناء بشأنهما، لانهما الآيتان لا النوم، والابتغاء، وليجاوز كل منهما ما وقع فيه فالليل والنهار متعلق بمحذوف حال من الضمير المستتر فى من آياته.

{ من فَضْله } يتعلق بابتغاء ليتنبه على ان الرزق بفضله تعالى لا من حذف المبتغى { إنَّ في ذلك لآيات لقَومٍ يسْمَعُون } لقوم شأنهم السماع للتفهم، وفى لفظ يسمع تلويح الى ان مجرد السمع يكفى من له فهم بلا مشاهدة، ولا سيما مع المشاهدة، والى انه لا بد من القاء السمع، والتنبه للوعظ، وان لا يكون الانسان فى الليل كالميت، وفى النهار كالبهيمة لا يدرى فيم هو، ومر الليل وكر النهار يناديان بلسان الحال: الرحيل الرحيل من دار الغرور، الى دار القرار، كما قال الله عز وجل:وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكورا } [الفرقان: 62].