الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ فَسُبْحَانَ ٱللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ }

{ فسبحان الله } سبحوا الله تسبيحا لتنجوا من العذاب، وتنالوا الروضة، فجعل مكان تسبيحا سبحان، واضيف للفظ الجلالة، وحذف سبحوا وقدم السبيح على الحمد، لان الخلية قبل الحلية، مع ان تنزيه الله عن الشركة، وصفات الخلق أول ما يدعى اليه الكافر، وعنه صلى الله عليه وسلم وعلى آله: " من قال سبحان الله وبحمده مائة مرة حطت خطاياه ولو كانت مثل زبد البحر ومن قال حين يصبح وحين يمسي سبحان الله وبحمده مائة مرة لم يأت أحد يوم القيامة بأفضل مما جاء به إلاَّ من زاد عليه ".

وقال صلى الله عليه وسلم: " كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمن سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم " وعنه صلى الله عليه وسلم وعلى آله: " أيعجز أحدكم أنْ يكتسب كل يوم ألف حسنة؟ فقيل كيف ذلك؟ فقال صلى الله عليه وسلم: يسبح الله مائة تسبيحة فيكتب له ألف حسنة ويحط عنه ألف سيئة " ويروى " أربعون ألفاً " وروى انه قعدت جويرية زوجه صلى الله عليه وسلم فى مسجدها من صلاة الفجر الى ان تعالى النهار، فقال: قلت بعدك: سبحان الله عدد خلقه ورضا نفسه وزنه عرشه ومداد كلماته ثلاث مرات وذلك يزن كلماتك " والفاء لعطف الانشاء على الاخبار، والفعلية على الاسمية، او فى جواب شرط، اذا عرفتم ذلك فسبحوا الله تسبيحا متأخرا عن المعرفة متصلا بها، والانشاء هنا امر لا كبعت واعتقت، والتمنى والترجى، والاستفهام، والخطاب للكفار، والتسبيح التنزيه بالقلب واللسان والعمل مطلقا فى الاوقات كلها فى الصلاة وفى غيرها، وقيل: المراد الصلاة.

{ حِين تُمْسُون } تدخلون فى المساء { وحِين تُصبحُون } تدخلون فى الصباح وقت الفجر.