الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ خَالِدِينَ فِيهَا لاَ يُخَفَّفُ عَنْهُمُ ٱلْعَذَابُ وَلاَ هُمْ يُنظَرُونَ }

{ خَالِدِينَ فِيهَا } فى اللعنة لا تزول عنهم، أى هم أبدا مطرودون عن الخبر مذمومون، أو خالدون فى العقوبة، أوالنار الدلول عليها باللعنة، أما لعنة الله فلا نتصور بلا نار، وأما لعنة الملائكة والناس فكذلك إلحاقا وتبعا لجريانهم على أمر الله، لا بالذات، لجواز أن تكون بغير النار عقلا، والمراد بالناس المؤمنون، وهم الكاملون فى الناسية، العالمون بمقتضى العقل، أو المراد الناس كلهم، فإن أجساد الكفرة كسائر الجماد تلعن العصاة الكفرة، ولا تقل تلعنهم الكفرة، لأنهم يلعنون من حالفهم،كل حزب ما لديهم فرحون } [المؤمنون: 53]، لأنا نقول، لا اعتبار للعن الكافر، لأنه يلعن الكافر الآخر لمخالفته كفره لا لمخالفة دين الله، ولأن لعن الكافر لغيره لمخالفة دينه يشمل المؤمن، واللعن يكون على الوصف كلعن من يشرب الخمر، وعلى التعيين كما " مر صلى الله عليه وسلم بحمار وسم فى وجهه، فقال، لعن الله تعالى من فعل هذا " ، ولعن الملائكة قد لا ينفذ، كما يلعنون من خرجت بلا إذن زوجها، فإنها قد تتوب إن قضى الله أن تتوب، وقد يجعل الله لهم علامة ألا يلعنوا من قضى الله له بالتوبة { لاَ يُخَفَّفُ عَنْهُمُ العَذَابُ } بأن ينقص بعضه ويدوم باقيه، لا يكون ذلك { وَلاَ هُمْ يُنظَرُونَ } لا يرحمون، فهو كناية أو مجاز، ولا يهملون بترك العذاب ساعة، من الإنظار بمعنى التأخير.