الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ بَلَىٰ مَنْ أَوْفَىٰ بِعَهْدِهِ وَاتَّقَى فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ }

{ بَلَى } إثبات للسبيل، أى عليهم سبيل الذم والعقاب والعتاب { مَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ } أى بعهد نفسه الذى عاهد به الله، أو بعهد الله الذى عاهده الله به، أو بعهد الله الذى عاهد الله به من الإيمان بما أنزل { وَاتّقَى } حذر العقاب، أو حذر المعاصى من فعل المحرم وترك الواجب، والتقوى ملاك الأمر، وذكرها بعد الإيفاء تعميم بعد خصيص، وخص الإيفاء بالذكر لأنه أخص بالمقام، أو الإيفاء فعل الواجب، والتقوى ترك ما قال لا تفعلوه { فَإِنَّ اللهَ يُحِبُّ المُتَّقِينَ } يثيب المتقين عموما، كما أن من أوفى واتقى هو على العموم، فمقتضى الظاهر، فإن الله يحبهم، ووضع الظاهر موضع المضمر، أو يحب المتقين عموما، فيدخلون دخولا أولياً، وذلك ليذكرهم باسم التقوى،لا ليفيد العموم، فإن من للعموم إلا أن أريد بمن أوفى من أهل الكتاب، فإن ذكر المتقين ليعم غيرهم أيضا، والربط يحصل بالظاهر الموضوع موضع المضمر ويحصل بالعموم، وفى البخارى ومسلم عن عبد الله ابن عمر عن رسول الله: " أربع من كن فيه كان منافقا خالصا، ومن كانت فيه خصلة واحدة منهن كان فيه خصلة من النفاق حتى يدعها، إذ اؤتمن خان، وإذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر " ، والحديث نص فى أن للواحد منافق بفعل الكبيرة، لا يقبل التأويل بشبه المضمر للشرك، لأنه قال خالصا، أيقول قومنا هو مضمر للشرك خالصا، لا يجدون ذلك، فالنفاق يكون بفعل الكبيرة مع ثبوت التوحيد فى القلب، ويكون بإضمار الشرك.