الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ قَالَتْ رَبِّ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ قَالَ كَذَلِكَ ٱللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَآءُ إِذَا قَضَىٰ أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ }

{ قَالَتْ رَبِّ } يا رب { أَنَّى يَكُونُ لِى وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِى بَشَرٌ } من الرجال بزنا أو نكاح شرعى، ومن حرر لبيت المقدس لا يتزوج ذكرا كان أو أنثى، والمس فى { كهيعص } بالنكاح الشرعى، لأن فيها، ولم أك بغيا، وذلك تعجب واستعظام لا إنكار أو استفهام، أيكون الولد كما ذكرت أو بعد تزوج، ولا يجوز أن تقول من أى شخص يكون، لأنها قالت، ولم يمسسنى بشر، وسمى الإنسان بشرا، لأن بشرته ظاهرة، أى جلدته، لم تكس بشعر، ولا تقل أو لأن الله باشر أباه وخلقه بيده، لإِن معناه أيضا لاقى بشرته، أى جلدته، مجازا فالكلام الأول يكفى { قَالَ } أى قال جبريل، أو الله، لأنه الآمر بالتبشير، وجبريل حاكٍ لها، وقيل بلا حكاية { كَذَلِكِ } الأمر كذلك، أو مثل ذلك الخلق بالنصب { اللهُ يَخْلُقُ مَا يَشَآءُ } من خلق حيوان بلا أب، كعيسى، أو بلا أب ولا أم كآدم وناقة صالح، ومن ذكر بلا نكاح كحواء، وولادة عجوز عاقر من شيخ، وأعظم من ذلك وأقل على سواء فى قدرة الله، وولادة عذراء بلا ذكر أغرب، فكان الخلق النبيء عن الاختراع أنسب بها، ودونها ولادة عجوز ثيب عاقر من شيخ، فذكرت بالفعل، فهناك يخلق وهناك يفعل، لاختلاف القصتين فى الغرابة { إذَا قَضَى أَمْراً } إذا ثبت قضاؤه أمرا، وقضاؤه أزلى، إلا إن أراد القضاء الحادث، وهو الكتب فى اللوح وأراد بالقضاء إرادة الخلق للأَمر فلا يقدر ثبت { فَإنّمَا يَقُولُ لَهُ كُن } تتوجه إرادته إليه { فَيَكُونُ } عطف على يقول، يكون تدريج أسباب، كحمل الأنثى من ذكر وبلا تدريج، كولادة مريم لعيسى، ويروى أنها حملته بتدريج، أو أريد فى الآية ونحوها عدم التدريج، وفى غيرها التدريج قيل حمتله ساعة، فولدته.