الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ ذٰلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ ٱللَّهَ لَيْسَ بِظَلاَّمٍ لِّلْعَبِيدِ }

{ ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْديكُمْ } ذلك العذاب بما قدمتم من قتل الأنبياء وغيره، وأسند التقديم للأيدي لأن أكثر الأعمال تزاول بها والقتل باليد، والكاف الأولى خطاب لهم على العموم البدلى، والثانية للعموم الشمولى { وَأَنَّ اللهَ } وبأن الله { لَيْسَ بِظَلاّمِ لِلْعَبِيدِ } كما زعمتم أنه ذو ظلم كثير أو عظيم بقولكم باستواء المحسن والمسىء، فإن استواءهما ظلم، أو ليس بذى ظلم، ففعال للنسب كلبان، أو يقدر، ولا بذى ظلم ما، أو الآية كقولهلا يحب كل كفار } [البقرة: 276]، لعموم السلب، أو ليس بظلام ظلما كثيراً، أو عظيما، فضلا عن دون ذلك، لأن الظالم يظلم لفائدته، فإذا لم يظلم لكثير الفائدة لم يظلم لقليلها، ويبعد فى الصناعة تسلي المبالغة على النفى، وإذا انتفى عنه الظلم فهو عدل لا يعذب بغير ذنب، وعذاب المطيع جور والإحسان إلى المسىء عبث وسفه إن لم يتب، وعدم الثواب للمطيع كذلك، وكذا الإهمال عن التكليف.