الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلاَ يَحْسَبَنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لأَنْفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوۤاْ إِثْمَاً وَلَهْمُ عَذَابٌ مُّهِينٌ }

{ وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْمَا نُمْلِى } نمهل، وما اسم للإملاء أو للعمر، أى نملية، أو مصدرية أى أن إملاءنا { لَهُمْ خَيْرٌ } خبر إن { لأَنفُسِهِمْ } والمصدر من خبرها سد مسد المفعولين، أى لا يحسبن الذين كفروا خيرة ما نملى لهم، ويجوز كون ما مصدرية، أى أن إملاءنا لهم خير { إنَّمَا } إن العمر الذى { نُمْلِى لهُمْ } أو أن الإملاء الذى نملى، واللام بمعنى على، أو للنفع بحسب ظنهم لعنهم الله { لِيَزْدَادُوا } ثابت ليزدادوا، أو ما نملى لهم والعلة الباعثة تتقدم على المعلول، تعالى الله عن ذلك، ولكن لا مانع من اعتبار أن لكل ازدياد جزءاً من الإملاء قبله، والله يريد الشر لخلقه كما يريد لهم الخير، فيقال اللام للإرادة، وأخطأ المعتزلة إذ قالوا لا يريد لهم إلا الخير { إِثْماً وَلَهُمْ } فى الآخرة { عَذَابٌ مُّهِينٌ } مذل، جزاء، وفاقا على ترفعهم وتعززهم فى الدنيا وتكبرهم فى أعمارهم الطويلة بطيبات الدينا، ورد لتوهمهم أنهم أعزة عند الله عز وجل.