الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ إِنَّمَا ذٰلِكُمُ ٱلشَّيْطَـٰنُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلاَ تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُمْ مُّؤْمِنِينَ }

{ إنمَّا ذَلِكُمُ } القائل، أو الأمر له بالقول من الناس، أو القائل جنى، إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم { الشَّيْطَانُ } أى إبليس، أو بعض أولاده، أو الإنسى إبو سفيان، أو نعيم بن مسعود، أو الحنس الشامل له الصادق بركب عبد القيس، أو جنس الخبيث المضر الشامل لهؤلاء كلهم من الجن والإنس إلا أن تفسير الشيطان بنعيم لا يناسب إسلامه بعد ولو بتأويل تشبيه فعله بفعل الشيطان، والكاف خطاب للمؤمنين { يُخَوِّفُ أَوْلِيَآءَهُ } منافقى المدينة، والمفعول الثانى محذوف، أى القتال، أو غلبة المشركين، أو حذف الأول، أى يخوف نعيم أو الركب أو إبليس، المسلمين أولياءه، الذين هم أبو سفيان وأصحابه { فَلاَ تَخَافُوهُمْ } لا تخافوا أيها المسلمون بالخروج مع الرسول الله صلى الله عليه وسلم الناس الذين قيل إنهم قد جمعوا لكم، أو لا تخافوا أولياء الشيطان أبا سفيان وأصحابه فى القعود عن القتال { وَخَافُونِ } فى مخالفة أمرى وترك الذهاب معه صلى الله عليه وسلم إلى القتال، بحذف ياء المتكلم خطاً ونطقا، وجملة ما حذف خطا اثنتان وستون، يوقف بحذفها وإسكان ما قبلها { إن كُنتُم مُّؤْمِنِينََ } حقَّا، فإن الإيمان الحقيقى يحمل على إيثار ما أمر الله به وترك ما نهى عنه، وقيل الخطاب للخارجين والمتخلفين، والقصد التعريض بالمتخلفين، وقيل الخطاب للمتخلفين، لأن الخارجين لم يخافوا إلا الله، وقالوا: حسبنا الله ونعم الوكيل، ووضع الظاهر موضع المضمر نعياً عليهم بأنهم أولياء للشيطان،وإذا كان للمؤمنين فقوله إن كنتم مؤمنين زيادة تهييج إلى الإيمان.