الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ ٱلَّذِينَ قَالُواْ لإِخْوَانِهِمْ وَقَعَدُواْ لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا قُلْ فَادْرَءُوا عَنْ أَنْفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِن كُنْتُمْ صَادِقِينَ }

{ الَّذِينَ قَالُوا } نعت الذين، أو بدل منه، أو بدل من ضمير أفواههم أو قلوبهم، أو من واو يكتمون، أو ذم الذين، أو هم الذين { لإِخْوَانِهِمْ } فى شأن إخوانهم، أو لأجل إخوانهم، أو خاطبوا إخوانهم، وعلى هذا فقوله، لو أطاعونا التفات، أى لو أطعتمونا ما قتلتم، والإخوة إخوة النسب أو البلد، وهم شهداء أحد المخلصون، أو إخوة دين النفاق، فإن مِن مَن مات فى أحد من هو منافق { وَقَعَدُوا } فى المدينة عن الجهاد، عطف على نالوا،أو حال بلا تقدير قد، أوهم، أو بتقدير أحدهما، وذلك فى الماضى المثبت { لَوْ أَطَاعُونآ } فى القعود فى المدينة عن الخروج للجهاد، أو المراد بالقعود الانخزال عن القتال بعد الخروج كما مر أن ابن أبى انخزل بثلاثمائة، فتبعهم أبو جابر يدعوهم للرجوع إلى النبى صلى الله عليه وسلم وحزب الله عز وجل { مَا قُتلُوا } كما لم نقتل، إذ لم نخرج { قُلْ } لهم { فَادْرَءُوا } أى إذا اعتبرتم ذلك فادرأوا، أى ادفعوا { عَنْ أَنْفُسِكُمُ المَوْتَ إن كُنتُمْ صَادِقِينَ } فى أن الموت ينجى منه القعود، فإنه إذا جاءكم لم تقدروا على رده، ومن قدر الله موته فى موضع لم يجد ألا يخرج إليه، ومن قدر موته فى موضعه لم يجد أن يموت فى غيره، فيدركه فى موضعه، وروى أنه أنزل بهم الموت فمات نحو سبعين، عدد من قتل فى أحد، بلا خروج ولا قتال، لإظهار كذبهم وجميع ما فى العالم لا يقع إلا بإذن الله على سبب وعلى غير سبب فكما يكون عدم الخروج سببا للنجاة يكون سببا للموت.