الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلَئِنْ قُتِلْتُمْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ أَوْ مُتُّمْ لَمَغْفِرَةٌ مِّنَ ٱللَّهِ وَرَحْمَةٌ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ }

{ وَلِئْنْ قُتِلْتُمْ فِى سَبِيلِ اللهِ } قدم القتل لأنه أعظم ثوابا { أَوْ مُتُّمْ } فى السفر إلى الجهاد، أو فى موطن الجهاد، أو فى الرجوع منه بلا قتل، والكسرة فى الميم دليل على كسر العين كخاف تخاف، وهو لغة فى مات يموت { لَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللهِ } لذنوبكم ن أى تجاوز عنها لموتكم فى سبيل الله، بقتل أو دونه، وهذا يناسب من يعهد الله خوفا من عقاب، ومن الله نعت لمغفرة ويقدر مثله فى قوله { وَرَحْمَةٌ } جنة، أى منه: فإن رحمة من أسماء الجنة، أو تفضل بالإنعام، وهذا يناسب من يعبده طلبا للثواب، وأخرها لأن التحلى بعد التخلى، وزعم بعض أنه أشار إلى من يعبده إعظاما له، لا خوفا من عقاب، ولا قصداً للإنعام بقوله،لإلى الله تحشرون } [آل عمران: 158]، ولا وجه له، إذ لا يدل الحشر على ذلك إلا أنه زعم أنه يحشر فيرى الله وهو اعتقاد فاسد، باطل منكر أو بقصد أن الحشر إلى الله بالموت أو بالبعث باب للقاء المحبوب سبحانه، ويناسبه اختيار تقديم مطلق الموت على القتل فى الآية بعد { خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ } فى الدنيا من مال وولد، وعز وجاه، وخدم وأعوان.