الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُّؤْمِنِينَ }

{ وَلاَ تَهِنُوا } تضعفوا عن قتال الكفار فى سائر الحروب بعد أحد كبدر الصغرى بل كبقية يوم أحد أيضاً، فإنه بعد ما وقع القتل فى المسلمين والأسر، وافترقوا مع المشركين أمرهم النبى صلى الله عليه وسلم باتباعهم وطلهم، إما مطلقا وإما ليمنعوهم عن القتلى لئلا يمثل بهم، وعن من بقيت فيه حياة، فاشتد عليهم، فقد قيل: إن الآية نزلت فى ذلك { وَلاَتَحْزَنُوا } بما أصابكم فى أحد قيل: وبما فاتكم من الغنائم، قيل: المعنى لا تفعلوا مايترتب على الوهن والحزن مما هو اختيارى أولا وهن قيهم، ولا حزن لكن تسلية لهم { وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ } والحال أنكم الغالبون فى العاقبة ومآلهم إلى الذل، فهذا تبشير بالنصر مستقبلا، فما خرجوا بعد إلا نصروا، ولو كان فيهم صحابى واحد، وأنكم غلبتموهم يوم بدر مع ما قتلتم منهم قبل التحول عن المركز، وأسرتم منهم سبعين يوم بدر، ولم يأسروا مثل ذلك منكم يوم أُحد على الصحيح، وسبق رماة فوق أُحد حين أراد خالد ومن معه أن يعلوكم فرددتموهم، وهذا تذكير للنعمة وأنتم الأعلون بالحق والجنة بخلافهم، أو أنتم أعلى منهم، إذ لهم بعض علو فى الدنيا بغلبة القتال { إن كُنتُمْ مُّؤْمِنِينَ } أى إن صح إيمانكم، وهو قيد لقوله: لا تهنوا، وقوله، لا تحزنوا، أو أنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين بوعد النصر لكم، وإلا فلستم الأعلين.