الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ يَٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَأْكُلُواْ ٱلرِّبَٰواْ أَضْعَٰفاً مُّضَٰعَفَةً وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا لاَ تَأَكُلُوا الرِّبآ } لا تتملكوه، ببيع أو شراء أو موالاة أو مؤاجرة، أو إِصداق، أو إرث، أو قبول هبة، أو صدقة، أو هدية منه، وغير ذلك، فإن النفقة منه فى الجهاد وأنواع الخير لا تقبل، بل تزيد سوءا، وإنما هو من شأن المشركين، ينتفعون به، وهم معاقبون عليه { أضْعَافاً } جمع ضعف، بمعنى مضاعف، أى مكرر،حال من الربا { مُضَاعَفَةً } أجلا بعد أجل، كلما تم أجل ولم يقض ما عليه زاد فى الدين وزبد له فى الأحل، فقد يستغرق المال القليل بذلك مالا كثيراً، أو رهنا كثيرا بالغلْق، وضعف الشىء مثله، فذلك اثنان، وضعفة أيضاً مثلاه، فهما ثلاثة، وضعفاه أيضاً أربعة، وذلك به خمسة، وعبارة بعض: تضعيف الشىء ضم عدد آخر إليه وقد يزاد، وقد ينظر إلى أول مراتبه لأنه للتيقن، ثم إنه قد يكون الشيء المضاعف مأخوذاً معه فيكون ضعفاً وثلاثة، وقد لا يكون فيكون اثنين، والصواب أن يقول فيكون بضعفيه ثلاثة، وذلك نهى عن واقعة، إذ كانوا يفعلون ذلك فى الجاهلية، وليس مخرجا عن التحريم للضعف الواحد أو القليل فإنه حرام أيضاً، وهذا كقولنا: اللهمَّ تقبل قليلاً من أعمالنا، واعف عن كثير من ذنوبنا، أى عن كثير: هى ذنوبنا فإنه ليس للمخلوق بالنسبة إلى عظمة الله إلا قليل من العمل الصالح، ولو اجتهد كل الاجتهاد فيطلب قبوله كله، لا بعضه، وذنوب غير المعصوم كثيرة ويطلب غفرانها كلها إلا بعضها { وَاتَّقُوا اللهَ } بترك الربا المضاعف أضعافاً وسائر المعاصى والربا المفرد { لَعَلّكمْ تُفْلِحُونَ } لتفلحوا.