الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ ٱللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ }

{ وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللهُ } لتوكلكم { بِبَدْر } فى بدر، موضع ما بين مكة والمدينة، سمى لبئر فيه، تسمى بدرا، لصفاء مائها ورؤية البدر فيه، أو لاستدراتها كالبدر، أو لكونها لرجل من جهينة يسمى بدرا، وقيل، اسم لموضع، وقيل اسم للوادى { وَأَنْتُمْ أذِلَّةٌ } لم يقل ذلائل لمناسبة جمع القلة قلتهم، وقلة المركب والسلاح، وكانوا يتعاقبون على نواضحهم، سبعين بعيراً، معهم ثلاثة أذرع، وثمانية سيوف، وكانوا ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا من الأنصار إلا ستة وسبعين من المهاجرين، فيهم فرس واحد للمقداد بن عمرو، وهو المقداد ابن الأسود، وهو أول من قاتل من المسلمين على فرس، وقيل فرسان والمشركون ألف، معهم مائة فرس، وبسطت بدرا فى شرح النونية، والذل بحسب ما ذكر بمعنى القلة، لا بمعنى ذل القلب أو اللسان أو البدن، أو المراد أذلة فى ظن الأعداء لما يرون من قلتهم وقلة ما لهم، وإما بالحجة وحسن العاقبة فهم الأعزة لقوله تعالى:ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين } [المنافقون: 8]، والآية إغراء بالتوكل وتذكير للنعمة ولقدرة الله { فَاتَّقُوا اللهَ } فى الثبات { لَعَلَّكُمْ تّشْكُرُونَ } بالتقوى نعمه من النصر وغيره، أو لعلكم ينعم الله عليكم، فسمى الإنعام شكراً لأن الإنعام سببه وملزومه.