الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ إِن تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِن تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُواْ بِهَا وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً إِنَّ ٱللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ }

{ إن تَمْسَسْكُمْ } تصلكم، تشبيهاً بمس اليد { حَسَنةٌ } إما أن تخرج عن الوصفية فيكون بمعنى منفعة أو نعمة من أمور الدنيا، كنصر وغنم وخصب وإما أن بتقى عليها، وكأنه قال: خصلة حسنة، وهى ما ذكر من خير الدنيا { تَسُؤْهُمْ } تغمهم وتكدر عليهم حالهم وتحزنهم { وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيَّئةٌ } مضرة، أو خصلة سيئة كما مر من شر الدنيا { يَفْرَحُوا بِهَا } هذا آخر أوصافهم، فمن قوله: وإذا لقوكم إلى هنا أوصاف لهم كما قبله، كأنه قيل: بلغوا الغاية فى عداوتكم، فكيف توالونهم، فاجتنبوهم، المس أقل من الإصابة، فإذا ساءهم أقل خير نالكم فغيره أولى، وإذا فرحوا بمصيبة عظيمة فغيرها مما هو أعظم أولى، ولذلك غير بالمس فى موضع، وبالإصابة فى آخر { وَإن تَصْبِرُوا } على عداوتهم ومضراتهم ومشاق التكليف { وَتَتَّقُوا } ربكم، بترك موالاتهم وما حرم الله { لا يَضُرُّكُمْ } بحفظ الله الموعود للصابر المتقى، ويتوسط أخذ الحذر، وهو من الله أيضاً { كَيْدُهُمْ } أى احتيالهم فى إيصال المكروه إليكم { شَيْئًا } أى ضيرا، لضعفه، مع مالكم من الأجر عليه فى الآخرة { إن اللهَ بِمَا يَعْمَلُونَ } من الكيد وسائر المعاصى { مُحِيطٌ } علماً، فيجازيهم.