الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ يٰعِبَادِيَ ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ إِنَّ أَرْضِي وَاسِعَةٌ فَإِيَّايَ فَٱعْبُدُونِ }

{ يا عبَادي الَّذين آمنوا إنَّ أرْضي واسِعةٌ } محلا ورزقا، والله يزقكم، وليس المراد ارض الجنة كما قيل، وهذا ايجاب للهجرة من مكة على من بقى فيها من المؤمنين ولو ضعفاء ان اطاقوا الهجرة، لا كمريض وامراة لا تجد محرما او زوجا، او أمينين او شيخ لا يطيق المشى ولا الركوب، هاجروا الى ارض الاسلام، او حيث تقيمون دينكم، او هاجروا الى المدينة ليتقوى الاسلام، وبعد فتح مكة يجوز لمن أسلم فى بلده، وهو بلد شرك، ان يقيم فيه ان توصل الى دينه ولو سرا، وقيل: ان جهرا، وزعم قوم انه لا بد من الهجرة، ولو توصل اليه جهرا الا ان قوى المسلمون فيه بحيث يسمى بلد اسلام.

{ فإيَّاي فاعْبُدون } فى ارض تهاجرون اليها، الفاء الأولى عاطفة للانشاء على الخبر وهو قوله: { إن أرضي } الخ، ولا سيما انه فى معنى الامر بالهجرة، واياى منصوب على الاشتغال، مع ان الشاغل محذوف وهو الياء، لقيام نون الوقاية مقامه، كما لو حذف للساكن نحو: اياى اكرمنى اليوم، انه لا يصح اعبدون إياى، على ان اياى مفعول اعبدوا، ولو ورد مثله لقيل: اياى بدل من المحذوف، والفاء الثانية صلة مؤكدة للاولى في التسبب والتفرع، وهكذا قل ولا تقدر شرطا مثل: ان لم تخلصوا العبادة فاعبدونى فى غيرها، قال صلى الله عليه وسلم: " من فر بدينه من أرض إلى أرض ولو كان شبراً استوجب الجنة وكان رفيق إبراهيم ومحمد عليهما الصلاة والسلام ".