الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ قُلْ كَفَىٰ بِٱللَّهِ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ شَهِيداً يَعْلَمُ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ بِٱلْبَاطِلِ وَكَفَرُواْ بِٱللَّهِ أُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْخَاسِرُونَ }

{ قُلْ كفَى بالله بيْنى وبيْنَكم شَهِيداً } عالماً بتبليغى وصدقى، وتكذيبكم لى، فأثاب وتعاقبون، فاعل كفى الله، والباء صلة على الصحيح لا ما صححه ابن هشام من ان الباء للتعدية، ومعنى كفى اكتف، لان كفى لا يرفع ضمير المخاطب الذي يرفعه الامر، وقيل: فاعل كفى ضمير الاكتفاء المدلول عليه بكفى، ولا تتعلق الباء بالضمير، لانه مستتر ولو عند من اجاز اعمال الضمير الذي فيه معنى الحدث، فتعلق بمحذوف حال من ذلك الضمير.

{ يعْلمَ ما في السَّماوات والأرْض } جميعاً ومن امورى واموركم، قيل: قال كعب بن الاشرف واصحابه لرسول الله صلى الله عليه وسلم: من يشهد برسالتك؟ فنزل: (قل كفى بالله) الاية، ولو كان الكلام مع قريش لجواز اجتماع ذلك { والَّذينَ آمنوا بالبَاطل } عبادة عيسى والملائكة او الشيطان او الصنم، وكفورا بالله مع كثرة الدلائل ووضوحها { أولئك هُم الخاسِروُن } لا المؤمنون اذ لم يرجوا شيئا ولم ينجوا من النار، كمن تجر ولم يربح، ولم يبق راس ماله، ذلك استعارة تمثيلية شبه عملهم، وما الزم عليه من العذاب بالتجر، وما ترتب عليه من عدم الربح، وراس المال او مكنية شبه استبدال الكفر بالايمان الموجب للعقاب باشتراء ما فيه مضرة للمال، ورمز اليه بذكر الخسران، ولم يقل انتم المؤمنون بالباطل، الكافرون بالله ليكون الجدال بالتى هى احسن.