الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلاَ تُجَادِلُوۤاْ أَهْلَ ٱلْكِتَابِ إِلاَّ بِٱلَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلاَّ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنْهُمْ وَقُولُوۤاْ آمَنَّا بِٱلَّذِيۤ أُنزِلَ إِلَيْنَا وَأُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَـٰهُنَا وَإِلَـٰهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ }

{ ولا تجادلوا أهْل الكتاب } اليهود والنصارى ودخل الصابئون فيهم { إلاَّ بالَّتي } استثناء من محذوف، اى بشئ الا بالخصلة، او بالمجادلة التي { هِي أحْسَن } اللين والكظم والنصح { الاَّ الَّذين ظلمُوا } بالافراط فى العناد، ولم تنفع فيهم التي هى أحسن، فغلظوا عليهم باللسان، ولو بعد الاذن بالقتال، وهذا استثناء من اهل الكتاب على عمومه، وقيل: ان المراد من قال بالولد لله شريك، او يد الله مغلولة، او الله فقيرا، آذوه صلى الله عليه وسلم، وقيل: من نقض عهد الجزية والذمة فجادلوهم بالسيف، على ان الاية مدنية، وباقى السورة مكى او مكية عند قرب هجرته ابيح له القتال حينئذ فى مكة ولم يقع، أو مكية بيان لما يفعل فى المدينة، والتى هى احسن لا تنسخ بنزول القتال او مكية عند قرب هجرته ابيح له القتال حينئذ فى مكة ولم يقع، او الصحف، او قرءوا لكم بالعبرانية، وفسروها بالعربية، ولم تظهر لكم صحة ما قالوا، ولا كذبه او بأن لكم صحته، او امكانه، ولم تعلموا أنه منهم، او من تلك الكتب.

{ آمنَّا بالذي أنْزِل إلينا } على لسان نبينا صلى الله عليه وسلم، قرآنا او غيره { وأنزل إليْكُم } على ألسنة أنبيائكم كتابا او غيره، لا بما حرفتم، اى والذى انزل اليكم، او اريد بالذي المذكور الكل { وإلٰهَنُا وإلهُكُم واحِدٌ } وليس عزير لها ولا عيسى الها، ولاغيرهما لا اله الا الله { ونَحْن } لا انتم لانكم اتخذتم غير الله الها كما مر، وكاتخاذكم احباركم، ورهبانكم اربابا { له } لا لغيره { مُسْلمون } مذعنون له بالطاعة، وذلك نوع من المجادلة بالتى هى احسن، قال ابو هريرة: كان اهل الكتاب يقرءون الكتاب بالعبرانية، ويفسرونها بالعربية لأهل الاسلام، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم وقولوا آمنا بالذي أُنزل إلينا وأنزل إليكم " الاية وذلك فيما لم يتبين كذبه وأبقوه على الاحتمال والتصديق والتكذيب ضدان لا نقيضان فجاز ارتفاعهما.