الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ وَقَالَ إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَىٰ رَبِّيۤ إِنَّهُ هُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْحَكِيمُ }

{ فآمن لَه لوُطٌ } اذعن له واظهر التوحيد السابق نصرة له، فان لوطا نبى، والنبى لا يكفر ولا يجهل قبل النبوءة، أو آمن ايماناً ليس له من قبل، وهو مرتبة عظيمة منه، او اذعن له باظهار ذلك حين راى النار لم تحرقه، أو ازداد ايماناً، استمر على ذلك له الى وقت نبوءتهما، وهو ابن اخت ابراهيم، فابراهيم خاله، وقيل: ابن اخيه هاران، فابراهيم عمه.

{ وقال } ابراهيم للوط { إنِّي مُهاجرٌ إلى ربِّي } الى حيث امرنى ربى، وعبادته سبحانه، او مهاجر قومى بقلبى ودينى ولسانى، وهو على ذلك من اول امره، ولكن اراد اظهار البقاء على ذلك، او الازدياد فيه، والاول اولى، كما روى انه هاجر من كوتى مع لوط وامراته سارة بنت عمه الى حمران، ثم منها الى الشام، نزل فلسطين، ونزل لوط سدوم، وهى المؤتفكه وبينهما مسيرة يوم وليلة، وعمر ابراهيم عليه السلام حينئذ خمس وسبعون سنة، وهو أول من هاجر في الله عز وجل، وقيل: ضمير قال للوط وهو ضعيف، لأن الضمائر قبل وبعد لأبراهيم { إنَّه هو العَزيزُ } الغالب فيمنعنى من اعدائى { الحكِيمُ } أفعاله وأقواله حكمة ومصلحة فأنال صلاحي معه.