الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَىٰ قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلاَّ خَمْسِينَ عَاماً فَأَخَذَهُمُ ٱلطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ }

{ ولَقدَ } الواو عاطفة لا حرف قسم حذف بعض المعطوف، والأصل وبالله، او الاصل ووالله بواو العطف بعد واو القسم المحذوفة، وبقى الجواب وهو { أرْسَلنا نُوحاً الى قَومه } وهذا تسلية لرسول الله، صلى الله عليه وسلم، وتصبير ووعد بالنجاة والسلامة، ووعيد للمكذبين، كما فاز نوح ونجا وهلك مكذبوه { فَلَبث فيهم ألف سَنةٍ } اختار اولاً لفظة السنة لشهرتها في الشدة بالجدب المناسبة، لما لقى من قومه وقت دعائه لهم، والعام أعم { إلاَّ خَمْسين عاماً } روى الحاكم، وقال: صحيح وابن ابى شيبة وغيرهما، عن ابن عباس رضى الله عنهما: " بعث الله تعالى نوحاً عليه السلام ابن أربعين سنة، ولبث فيهم أف سنة إلا خمسين عاماً يدعوهم الى الله تعالى وعاش بعد الطوفان ستين، فكثر الناس فعمره الف وخمسون سنة " وروى ابن ابى جرير، عن عون بن ابى شداد: " أن الله تعالى أرسله ابن خمسين وثلاثمائة، ولبث فيهم ألفا إلا خمسين، وعاش بعد ذلك خمسين وثلاثمائة، فعمره ألف وستمائة وخمسون " وعن عكرمة: عمره الف وسبعمائة، وعن وهب: الف واربعمائة.

وقيل: مدة ثبوته تسعمائة وخمسون، وعاش بعد الغرق خمسين، وقيل: مائتين ومدة الطوفان ستة اشهر آخرها يوم عاشوراء يحتمل ان تكون الآية في مدة اقامته من حين ولد الى الغرق، وان يكون ذلك جميع عمره، روى ابن ابى الدنيا عن انس انه قال له ملك الموت: يا اطول الانبياء عمراً كيف الدنيا؟ قال: كبيت له بابان، دخلت من احدهما فقلت قليلاً، وخرجت من آخر، وروى دخلت وخرجت { فأخذهم الطوفان } ما دار بهم وهو هنا الماء { وهم ظالمون } لانفسهم بالكفر، لم يؤثر فيهم وعظه وآياته.