{ ومن النَّاس من يقُول آمنَّا بالله } وحده اتباعاً للرسول صلى الله عليه وسلم، وتصديقاً وهم المنافقون باضمار الشرك كما يدل له قوله { أو ليس الله بأعْلم بما في صدور العالمين } وقوله تعالى:{ وليعلمنَّ المنافقين } [العنكبوت: 11] وقيل: قوم ضعف ايمانهم يزلون خفية احياناً خوفاً من المشركين، وطمعاً في نفعهم، واذا اصابهم اذى منهم { فإذا أوذي } ضرهم الكفرة { في الله } في دين الله، بان عذبوهم على الايمان او لاجل الله { جَعَل فتْنَة النَّاس } ايذاء المشركين { كَعَذاب الله } فى الشدة، حتى كانه جهنم لا يقدرون عليها، فكفروا لينجوا منه، او كتعذيب الله من كفر بالنار فأطاعوهم كما يطيع الله من يخاف عذابه { ولئن جاء نصرٌ من ربِّكَ } غلبة وغنيمة { ليقولن إنا كنا معكم } في الدين، او في القتال، فاعطونا للدين او للقتال { أو ليس } ايخفى حالهم، وليس او أَليس من نور قلبه عالماً، وليس { الله بأعلم } باق على التفضيل، اى بأعلم من كان علم من العالمين او خارج عن التفضيل، اى عالماً { بما في صدور العالمين } من النفاق، وقيل: الآية فيمن هاجر، فردهم المشركون الى مكة وارتدوا، وقيل: فيمن آمن، وجاء مع المشركين الى بدر، وارتدوا وهم المراد في{ إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم } [النساء: 97].